السجناء الرسامون

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن يتخيل سجناء ضاحية بواسي، القريبة من العاصمة الفرنسية، أنهم سيشاركون في معرض فني من صنعهم في متحف اللوفر، الأشهر في العالم. قامت إدارة السجن من أجل التخفيف عن معاناة السجناء وكسر إيقاع حياتهم الرتيبة، باختيار نخبة من السجناء لاستنساخ أكثر اللوحات العالمية شهرة في اللوفر من أجل جعلهم يكتشفون قدراتهم ومواهبهم الفنية التي غابت وراء الأسوار الإسمنتية. 230 سجيناً أغلبهم محكوم بأحكام تزيد على العشرين عاماً، خاضوا هذه التجربة ونجحوا فيها. وقد التقى مدير متحف اللوفر، هنري لورييت، بالسجناء الفنانين، وشجعهم في استنساخ اللوحات الإنسانية لكي يدركوا معنى الآثام والجرائم التي اقترفوها في حياتهم، وأدت بهم إلى هذه الحفرة المظلمة.

سجن "بواسي" أصبح رائداً مشجعاً للسجون الأخرى، واكتشاف الطاقات لأنهم يتمتعون بمقدرة فنية وخيال زاخر. اللوحات تمثل لهم الهروب ــ رغم أنها كلمة محرّمة في السجون ــ بمعنى التحرر من ضغوطات الأسوار الإسمنتية والفضاءات المغلقة، فهم تعاملوا مع اللون والضوء والقماشة والفرشاة لأول مرة. قال أحدهم: عندما أرسم أو أنحت، اشعر بأن رأسي يحلق في السماء". فحلم الطائر أن يحلق فقط في الفضاء المفتوح. السجين ليس كما تتعامل معه بلدان العالم الثالث ككائن محكوم عليه بالفناء بل هو كائن يمكن إصلاحه لحياة جديدة ، فليس هناك مجرم إلى الأبد ولا بريء إلى الأبد.

Email