اللوفر والمشاعر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس فيلم «براءة المسلمين» الأميركي ورسومات مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، المسيئان للإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام، الحدثان المهمان، لأنهما يصبّان في خانة هيجان مشاعر المسلمين، وتشويه صورة العربي منذ ولادة الفيلم الكولونيالي في أوائل القرن الماضي، وحتى الوقت الحاضر.

فعلى مدى عقود، تسعى ماكينة هوليوود السينمائية والمناهج المدرسية الغربية والإسرائيلية إلى الانتقاص من حضارة الإسلام، وثقافة العرب العريقة دون جدوى. لا يمثل هذا الفيلم أو تلك الرسومات سوى رأي الأقلية، وهذا ما يظهر في انحسار أحزاب اليمين المتطرف العنصرية وإفلاسها، التي تدعو إلى ذلك.

الحدث الأهم، الذي لم ينتبه إليه الجمهور الهائج، ولن ينتبه له، هو ولادة جناح مقتنيات الفنون الإسلامية في اللوفر، أكبر متاحف العالم. فقد عملت فرنسا، على مدى عشرة أعوام، لكي تجمع نحو 15 ألف قطعة أثرية وفنية تلخص تاريخ الإسلام من إسبانيا، مروراً بالهند والقارات الأخرى.

احتفالية الجمهور الهائج تقتصر على الغريزة والعنف ورد الفعل المباشر، لا على التفكير والتأمل والاستشراف.

هذه الأفلام والرسومات إنما تتوجه إلى هذه الفئة من الجماهير، لأنها تعلم بأنها قادرة على اختراق عقولها وقلوبها ببساطة، فهي تعرف كيف تحرّك غرائزه من الداخل، وتخشى أن تقترب من الإسلام المعرفي بكل أبعاده الحضارية.

فقد اعترف به الغرب في جامعاته ومتاحفه ومؤسساته، وليس أدّل على ذلك من ولادة جناح خاص بالكنوز الإسلامية، يتمكن الملايين من مشاهدته، في أكبر متاحف العالم.

Email