أمهات سياحيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

حادثة ترك والدين رضيعتهما في المركبة ومحركها في حالة تشغيل، ليست مجرد إهمال، بل تصل في توصيفها القانوني إلى حد الجريمة التي يجب أن تطال عقوبتها الأب والأم، مع تغليظ عقوبة الأم التي انشغلت في التسوق عن مسؤوليتها تجاه فلذة كبدها..

في الأمثال قالوا: الأم هي التي تربي وليست التي تنجب. تلك حقيقة يعيشها الأبناء مع أمهات جيل عصر حددن أولوياتهن وفق برنامج يرسم معالم حياتهن اليومية الخاصة، بعيداً عن مسؤوليات البيت والأسرة، "فالبشكارة" كفيلة بالتربية والطبخ والغسيل والتنظيف.. وصولاً إلى مراجعة الدروس مع الأبناء وإنجاز واجباتهم المدرسية. تلك الأم السياحية (الصفة الأقرب لهذه الفئة)، تنحصر اهتماماتها في الآتي:

التواصل المستمر مع الصديقات بالزيارات والاتصالات الهاتفية، لتداول أخبار البشر (النميمة)، وتبادل المعلومات حول خطوط الموضة والمسلسلات والتفاهات التي تتناقلها الفضائحيات الهابطة!

الحرص على مواعيد صالون تجميل ظاهرها لإخفاء قبح باطنها، وبحثاً عن منافسة في الشكل لا المضمون مع صديقات من الفئة ذاتها، فالطيور على أشكالها تقع!

الدوام في الأسواق والمراكز التجارية لشراء ما يلزم وما لا يلزم، فقط لاستعراض معرفتها وخبراتها بجديد البضائع والسلع، أمام جاراتها وقريباتها وصديقاتها!

ارتياد دور العرض السينمائي بانتظام لمشاهدة أحدث الأفلام، باعتبارها من زمرة الحريصات على متابعة الساحة الفنية عبر مختلف الشاشات!

جلسات التشييش (تدخين الأرجيلة أو الشيشة)، التي تحسب مدخناتها أنها عنوان التعبير عن الحرية الشخصية، في حين تفقد المرأة في هذه الحال الكثير من أنوثتها!

تلك ركائز اهتمامات فئة من الأمهات لا يعرفن، بل لم يصادفن حتى الأمومة، هن في التصنيف نساء..

لكن الكارثة التي يتحمل تبعاتها الأبناء، تكمن في اقتحام برنامج إحداهن، عند الانفصال شرعاً عن الأسرة، رؤية الأبناء أسبوعياً نتيجة عدم أهليتها لحضانتهم، فتصبح أكثر سياحة في التعامل معهم، وتحسب أن استعراض أحداث أيام الأسبوع التي سبقت اللقاء بهم، هي جل اهتمامهم..

بينما لسان حال المغلوبين على أمرهم يقول: سامحك الله "يا الوالد" لاختيارك هذه المرأة زوجاً لك، فأصبحت لنا أماً بحكم عقد شرعي أحل لك إنجابنا من رحمها!

Email