دبي الماضي والحاضر والمستقبل معاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن دبي سوى قرية صيادي اللؤلؤ والمرجان والمحارات الذين يمضون حياتهم في البحر وينامون على الخور درءاً للرياح العاصفة وأمواج البحر العاتية. مدينة ولدت من أتون العواصف والبحار لتمتحن وجودها شأنها شأن المدن العظيمة. وإذا صمدت دبي في وجه العواصف والبحار، فهل يمكن أن تصمد أمام موجة التطور الحديث المتسارع؟

سؤال صعب لا يواجه دبي فحسب بل يواجه المدن التاريخية في العالم، وسط مخاوف إنسانية حقيقية: من يحافظ على الطراز العمراني التقليدي الذي شيّده الأسلاف؟

تحاول المدن التاريخية منع تشييد المباني الحديثة بجوار المباني القديمة لكي لا تشوه معالمها التي حافظت عليها على مرّ العصور كما هو الحال في باريس وروما وأثينا وغيرها. ودبي شأنها شأن المدن التاريخية القديمة فقد ظهرت على الخارطة في القرن الثامن عشر، كما يحدد ذلك المؤرخون.

وأول قبيلة سكنت دبي هي قبيلة بني ياس، وحكم آل مكتوم هذه الإمارة منذ عام 1833 وحتى وقتنا الحاضر. وفي هذه الرحلة الشاقة، يحكي الأسلاف أسطورة مدينة عربية إسلامية، انتقلت من حكم القبيلة إلى حكم الدولة، قادها الحكام بطريقة عصرية قلّ نظيرها في التاريخ.

في جميع البلدان، قديمها وحديثها، يتصارع القديم والحديث، ولكنه في أغلب الأحيان، يتجاور بانسجام ولا يشكل أية مفارقة، حيث القديم له نكهته والحديث له فائدته. لكن دبي تختلف عن بقية البلدان بسبب الطفرة العمرانية الضخمة، على عكس بقية البلدان التي تطوّر فيها العمران الحديث بالتدريج، لكن سرعان ما انتبه المسؤولون في دبي إلى أهمية الأبنية التاريخية وقاموا بترميمها والحفاظ على طابعها المعماري التقليدي، ما يفوق على 200 مبنى أبرزها:

 حصن الفهيدي، المدرسة الأحمدية، بيت التراث، بيت الوكيل، مجلس الغرفة في منطقة الجميرا، وبرج نهار، ومربعة الشندغة، البراحة، الوعيل، قرية حتا التاريخية وغيرها مما أعاد لها قيمتها الفنية والجمالية. هكذا تحيا دبي بالماضي والحاضر والمستقبل معاً.

Email