جميرا زعبيل وإبداعات دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشهد الضيافة لا يتمثل في البيوتات الإماراتية العريقة فحسب بل يمتد إلى الفنادق التي أصبحت معالم عمرانية بارزة في دبي.

ولعل تجارب فنادق دبي لا يتسع لها هذا المقال، فمن بينها فندق جميرا زعبيل سراي المطل على شاطئ الخليج، بعمارته الأندلسية البديعة.

وزخارفه الإسلامية. تمكن هذا الفندق، وبمناسبة اطلاعنا على أروقته في الحفلة الرمضانية التي أقامها للإعلاميين بالأمس، أن يستوحي من التراث الإماراتي، وهو: تقاليد الغوص وصيد اللؤلؤ، هذه التجارة التي بصمّت حياة دبي قبل اكتشاف النفط.

فقد أعلن في هذا السياق، علي صقر السويدي، رئيس مجموعة الإمارات للبيئة البحرية، عن مشروعه المرتبط بهذا الفندق، وسعيه إلى التعريف بعملية الغوص التاريخية عبر تجربة حيّة في عرض البحر لمن يرغب في ذلك.

وكذلك في اعتزامه على نشر نحو مائتي قصة من قصص الغوص التي شهدتها عائلته في كتاب.

تتمثل جوهر الفكرة في دمج الحياة القديمة بالحياة الحديثة، ونقلها إلى الأجيال المقبلة. فالمعروف، إن وسائل الحياة العصرية بدأت تدخل دبي بالتدريج وتحدث تغييراً جذرياً في الحياة الاجتماعية.

ومن أبرز تلك المظاهر، حياة فنادق دبي التي تجتذب أفواج السياح من العالم أجمع. فهي ليست ثمرة النفط كما هو شائع بل نتيجة عمل تجاري وإبداعي أصيل.

وهنا مناسبة لتذكّر ما قاله ذات مرة، الراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في لقائه بالصحافيين "أنتم معشر الصحافيين مصابون بعقدة بترول الخليج.

. كل تقدم وكل تطور تنسبونه للبترول سواء ظهر أم لم يظهر. فنحن لا نعتمد عليه.. وكل هذا التقدم الذي نعيشه هو من التجارة وليس من النفط.. فأهل دبي تجار يعرفون حق المعرفة فنون التجارة وأساليبها".

وصناعة الفنادق الراقية الآن، ولدت من صلب هذه التجارة ومخاضاتها، ففي غضون عامين تمكنت مجموعة جميرا أن تضاعف عدد فنادقها إلى 22 فندقاً من هونغ كونغ إلى نيويورك. أليس في ذلك دليل قاطع على ما اقتطفناه من كلام في أن دبي ماهرة في فنون التجارة وأساليبها؟

Email