أحلام دبي لا تعرف الشواطئ

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال دبي تحلم. وما يبعث أحلامها هو الخيال. ولدى دبي من الخيال ما يمكن أن يمتد إلى أصقاع أخرى من العالم. فهناك الكثير من البلدان تحلم بالسير على خطاها، وتستنير بتجربتها المتفردة. دبي لا تتوقف عن الحلم لأن قادتها لا يتوقفون عن الحلم.

فقد عاشت على ضفتي الخور عدة جاليات وجنسيات بكل ود وتفاهم ضاربة أروع مثل على المجتمعات العالمية المثالية. فلم تعرف دبي في تاريخها تضارب المصالح بين الأعراق المتعددة ذات المصالح المشتركة. فكل هذه الجنسيات والأعراق تقدم كل ما لديها من ثمار العقل وخلاصة التجربة، في تلاقح فكري قلّ مثيله في العالم إلا في النموذج الأميركي في أوائل نشوء وتكوين مجتمعات الولايات المتحدة.

عاشت في دبي جالية هندية كبيرة لعبت دورا في اقتصادها منذ تجارة اللؤلؤ وحتى الوقت الحاضر. وكذلك الجاليات الأخرى، هكذا عاشت الأعراق جنباً إلى جنب بكل هدوء وسكينة، الأمر الذي انعكس على دبي واقتصادها وصورتها في العالم الخارجي. فغالباً ما كانت دبي تُوصف بأنها مدينة الأعراق المختلفة التي انصهرت في بوتقة واحدة هي الحلم بغد أفضل.

وكان الحلم بحاجة إلى الاستقرار على الدوام، وهو ما ميّز دبي، التي لم تعرف كبعض المجتمعات البدوية القبلية الأخرى، صراعات سياسية دامية، بل حرصت على تقديم النموذج المثالي بحكمة قادتها العظام على مرّ التاريخ. ولربما هذا هو أحد أسرارها في التطور والازدهار. فالطمأنينة، نعمة لا تعرفها البلدان المضطربة، ودبي سفينة، تسير بأشرعة الحلم والمخيّلة والحكمة، وسط العواصف بكل ثقة.

 فلم تتوقف أحلام دبي بتوقف بعض المشاريع هنا وهناك، فالأهم من كل ذلك، أنها مستمرة في جوهر مشروعها العمراني والإنساني الذي قدمته إلى العالم، ليكون منارة إلى الآخرين.

من يفك أسرار هذه الإمارة والمدينة، يمكنه أن يدخل إلى جوهرها العميق، فلا يوجد صرح عظيم بدون أحلام عظيمة، وبدون ذلك، سيتوقف على شواطئها دون أن يعرف أعماق بحرها لأن أحلام دبي لا تعرف الشواطئ في نموذجها المثالي الذي أبهرت به العالم ولا تزال.

Email