مكرمة محمد بن راشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليست مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بصرف راتب شهر «مكافأة» لكافة الموظفين العاملين في مركز صحة اللياقة الطبية في دبي، تقديراً لجهودهم وإخلاصهم في العمل وأداء واجبهم الوظيفي بكل أمانة، الأولى من نوعها، فقد كان سموه سباقاً في هذا المجال. وقد سبقتها مكرمات أخرى تصّب جميعها في روحية الأداء الحكومي.

ذلك أنه كان ولايزال من همومه الوطنية العالية. وكانت النماذج ماثلة في غرفة تجارة وصناعة دبي والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب وبلدية دبي وغيرها، إذ اعتبر المتميّزين منهم جنوداً مجهولين في خدمة الوطن.

وكثيراً ما أكد باني نهضة دبي الحديثة، على أن التميّز ليس وظيفة، بل هو صفة لكل وظيفة. وبذلك استطاع أن يرّسخ ثقافة التميّز والإبداع والمعرفة، من خلال تعزيز الريادة والارتقاء بالأداء المؤسسي، وضمان كفاءته، وإدارة المال العام. هذا هو المنهج الذي تطورت من خلاله الأمم وشقت طريقها الشاق نحو آفاق التقدم وبناء مجتمع المؤسسات ودولة القانون. وليس في نظر صاحب السمو مقياس آخر سوى الأداء المتميّز المستند إلى استنهاض قوى الإنسان الكامنة.

إن المكرمة فعل رمزي لتحفيز العاملين على بذل المزيد من الجهد والعطاء، فهو في نهاية المطاف، إنجاز وعطاء لدوائرهم ومجتمعهم ويصب في قضية إعلاء سمعة هذا البلد الذي أصبح مضرباً للأمثال شرقاً وغرباً.

ولعلنا نتذكر شذرات من خطاباته السامية التي يكشف فيها سموه عن نظرته المؤمنة بأن «التميّز والإبداع ثقافة يجب أن تسود في مجتمعنا بكل مؤسساته وشرائحه وأفراده، لأننا في دولة أخذت على عاتقها الريادة في كل شيء، وهذا يتطلب منا بناء الإنسان المبدع المثقف القادر على التغيير المتسلح بالإرادة والعزيمة والثقة بالنفس والإيمان بالله وبالوطن الذي لا يغلو عليه غال».

المكرّمون قطفوا ثمار جهودهم وعطائهم، لأن مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ليست مادية فحسب، بل تحمل من المعاني الرمزية ما يعجز الإنسان عن تقديره.

Email