لماذا صفحة متخصصة في المعرفة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

المعرفة هي ما يبقى للفرد من رصيد مُتراكم من الخبرات والتجارب الحياتية الممزوجة بالمعلومات المكتسبة عن طريق الاطلاع أو الدراسة أو البحث المتعمق. المعرفة تُشَكِّل العامل الحاكم في تعاملات الفرد واتخاذه لقراراته المهنية والاجتماعية والسياسية والإدارية وغيرها من مناحي الحياة.

يمضي الفرد حياته متخذاً سلسلة من القرارات متعاملاً مع الكثير من المواقف مبدياً العديد من الآراء، وهو يعتمد في كل ذلك على استحضار ما يمتلكه من مخزون معرفي.

هناك مقومات رئيسة لا غنى عنها لبناء مجتمع المعرفة، ومن أهمها التوثيق الورقي أو الإلكتروني، تطوير المحتوى باللغة الأم، تسهيل الوصول للمعلومة والاطلاع على التجارب، من خلال (الإنترنت، المكتبات، المؤتمرات، النشر الورقي، الإنتاج الإعلامي، التطبيقات البرمجية، حلقات نقاشية..)، تدعيم مراكز الأبحاث ورفع ميزانيات البحث العلمي بإشراك القطاع الخاص في التمويل، تعزيز ثقافة الابتكار والإبداع، تعزيز ثقافة مجتمع المعرفة .

وكذلك رفع جودة التعليم والتدريب. ولضمان استدامة مجتمع معرفي واقتصاد قائم على المعرفة لابد من التعامل بدقة وعناية فائقة مع كل مراحل دورة حياة توطين المعرفة من توليد ونقل ونشر وتوظيف واستثمار. فتوليد المعرفة يأتي عبر مؤسسات البحث والتطوير وفي الجامعات، وهذا يتطلب قيام الدول برفع معدلات تمويلها ودعمها لهذه المؤسسات.

ثم تأتي مرحلة نقل المعرفة، وذلك عن طريق مؤسسات التوثيق العلمي وشبكات نقل المعلومات ومؤسسات الترجمة، واستضافة المؤتمرات والمنتديات في كل العلوم والمجالات، والتعاون الإقليمي والدولي بهذا القصد. أما نشر المعرفة فيكون بدعم دور التوثيق والإعلام العلمي، إضافة إلى برامج التوعية العلمية المختلفة، وتأتي أهم المراحل التي يجب الاعتناء بها وهي توظيف واستثمار المعرفة وذلك بتوفير المؤسسات الوسيطة بين جهات توليد المعرفة وفعاليات الإنتاج والخدمات.

بين يديكم أول عدد من صفحة «المعرفة»، والتي ستسعى مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم من خلالها إلى الارتقاء بالمخزون الثقافي والمعرفي لدى الأفراد والمؤسسات وأن تكون إحدى دعائم استمرارية دورة حياة توطين المعرفة من أجل ضمان تنمية بشرية مستدامة.

 

* العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم

Email