كثيرون سيختفون بعد أن يهدأ صوت الدبابات والطائرات والصواريخ في غزة، ليس الإخوان فقط، فهؤلاء منذ البداية اختاروا الذهاب إلى الخارج بعد أن «غسلوا أيديهم» في نهر من الدماء التي أريقت، آخرون غيرهم من الجانب المتطرف الذي يدير إسرائيل سيختفون، أولهم نتانياهو، وآخرهم وزير دفاعه، مروراً بالوزراء المنفلتين، ومن بعدهم الإدارة العظمى الحالية في الولايات المتحدة، بايدن وبلينكن وأوستن، وكل من كان سبباً في إطالة أمد هذه الحرب، وزود القاتل بوسائل القتل!

هنية وأبو مرزوق ومشعل، وحركتهم التي ولدت لتخدم أجندة إضعاف السلطة الفلسطينية، وتصفية من دافعوا عن غزة 40 عاماً، وأجبروا الاحتلال على الرحيل، هؤلاء سيدخلون التاريخ كما دخلته أصنام مكة، وستكتب أسماؤهم في صفحات الخزي والعار.

أما بن غفير وسموتريتش وكل عنصري متشدد مزور للتوراة فلن تغفر لهم الإنسانية ما فعلوه، فقد سقطت عن وجوههم كل الأقنعة التي كانوا يضعونها لخداع العالم، من الديمقراطية الكاذبة إلى التحضر المخادع، فمثلهم لا يستحقون أن يحسبوا على القرن الحادي والعشرين، لأنهم ينتمون إلى العصر الحجري، وتحكمهم «شريعة الغاب»، وما مزقه حقدهم هذه المرة لن يعود، والرأي العام العالمي المصدوم لن ينسى ما ارتكبوا من جرائم، ولن يسامحهم.

ونصل إلى رئيس الولايات المتحدة، من دخل مرحلة العد التنازلي، فلم يتبق له إلا 180 يوماً، وسيغادر البيت الأبيض، ولن تنفعه محاولاته الأخيرة لترقيع أخطائه، لا الهدنة، ولا وقف شحنة القنابل الثقيلة، ولا إرسال بعض الشاحنات بالمساعدات، فمواقفه في الأشهر السبعة لحرب الإبادة، التي أنكرها عدة مرات تحمله وزر ما حدث ويحدث، مثله مثل نتانياهو، وسيدفع ثمن هذه المواقف عند فرز أصوات الناخبين في نوفمبر المقبل، فالذين يعارضونه اليوم أكثر من الذين يؤيدونه. وجوه ستختفي بعد أن أحرق أصحابها الأوراق التي تؤهلهم للبقاء في الواجهة، هناك، تحت أنقاض غزة، ولن يأسف عليهم أحد.