«أحلى الأمرين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشعب الأمريكي يضع لمساته الأخيرة على المشهد الانتخابي، فالبيت الأبيض بيتهم، والرئاسة عقد إدارة الشؤون الوطنية لشخص مناسب من قبلهم، ويقول كلمته ليسمع من يستحق دعمه وتأييده ومن لا يستحق!

كان الثلاثاء كبيراً وحاسماً، أسقط تلك المتشبثة بصدفة قد تحدث، لم ينفعها تملق «اللوبيات»، ولم تخدمها القضايا المرفوعة ضد ترامب، وحتى البارحة لم تتجاوز 15 في المئة من أصوات الجمهوريين، فالأغلبية الحاسمة لا تريدها، فمثل نيكي هيلي لا تصلح لقيادة الولايات المتحدة في مرحلة حساسة مثل هذه المرحلة، فأصبح الطريق ممهداً للرئيس السابق الذي نتمنى أن يتخلص من شوائب 2020 وأحقادها!

ترامب هو «أحلى الأمرين» عندما نقارنه بمنافسه جو بايدن، وقد أثبت بأنه قادر على تجاوز كل «المصائد» التي نصبت في طريقه، بالقانون وليس بألاعيب السياسة، أبطل أحكام القضاة المنحازين، وخاض الانتخابات الحزبية، وصوت له من الجمهوريين ضعف الديمقراطيين الذين صوتوا للرئيس بايدن، وجمع 14 ولاية حتى الآن مقابل فوز واحد لنيكي هيلي في العاصمة واشنطن.

وبايدن يخوض انتخابات حزبه بصفته الرئاسية قبل صفته الشخصية، ويعتبر المرشح الوحيد للحزب الديمقراطي، وقد واجه في الثلاثاء الكبير امتناع نسبة كبيرة من أعضاء الحزب عن المشاركة في التصويت له، وكأنهم يقولون له «أنت لا تمثلنا»، وهذا يعتبر في العرف الانتخابي إنذاراً مسبقاً لمن بيدهم صلاحية استبدال المرشح، فمازال هناك ثمانية أشهر، يمكن أن تسترجع خلالها الثقة بهذا الحزب، ثقة المنتمين إليه، أولئك الذين ابتعدوا عن الانتخابات الحزبية، وبالتأكيد سيبتعدون عن مراكز التصويت في انتخابات نوفمبر.

الشعب الأمريكي يرى ويسمع ويتلمس الحقيقة في كل شؤونه بعيداً عن توجهات الأحزاب وشركات العلاقات العامة، فهو الصوت الذي يعلو على كل الأصوات، وهو من يحسم الأمور، ومع ذلك قد يكون للدولة العميقة رأي آخر!

 

Email