سيرحل من أوسع الأبواب

ت + ت - الحجم الطبيعي

شُرّعت الأبواب أمام جو بايدن، واستعد حرس الشرف للتدرب على عزف لحن الوداع، فالمؤشرات كلها تتحدث عن هزيمة انتخابية في نوفمبر القادم.

وسيرحل مع الرئيس حزبه الديمقراطي، ذلك الحزب الذي كان ذات يوم الأكثر واقعية ورزانة وشفافية، حتى نهاية ولايتي كلينتون بالتحديد، وسيعود الحزب الجمهوري إلى البيت الأبيض، سيدخل ترامب من الأبواب نفسها التي سيخرج منها بايدن، وترامب هذا يحمل عيوباً يصعب عدها، لكنه صادق، في مواقفه صادق، وفي وضوحه صادق، وفي علاقاته أكثر من صادق، لا يخفي عداواته، ولا يتنكر لأصدقائه، ولا يتنازل عن مبادئه بسهولة أولئك الديمقراطيين، إذا أحب أو كره قال رأيه، فاحترمه العدو قبل الصديق، ورغم أنه من الحزب الأكثر مساندة لإسرائيل إلا أنه لم يسمح لشخص مثل نتانياهو أن يترفع عليه، ويملي شروطه كما يشاء، بل ويتطاول كما حدث في الأسبوعين الأخيرين، ولو كان ترامب رئيساً خلال هذه المأساة التي تشهدها غزة لكان موقف الولايات المتحدة مختلفاً عن موقف بايدن، ولما تجرأ وزير متطرف وعنصري مثل «بن غفير» و«سمو تريتش» على إدارة رئيس يمثل أكبر دولة في العالم ثقلاً وقوة.

قبل أيام كان بايدن سعيداً، فقد خرج من امتحان صعب وحصل على شهادة تأهيل جديدة، تتيح له خوض الانتخابات بعد أن شكك ذلك المستشار القانوني «هار» في قدراته الذهنية، وبعدها بأيام صدمته نتائج استطلاعات الرأي، فهو بعيد عن ترامب، والفجوة تتسع يوماً بعد يوم، فأحداث غزة تنعكس على الرأي العام الأمريكي، والديمقراطيون غاضبون من مواقفه تجاه حكومة نتانياهو، ورفضه اتخاذ موقف حازم، وكان آخر هذه المواقف رفض تلك الحكومة المشاركة في مفاوضات القاهرة، والرئيس الأمريكي غير قادر على فعل شيء!

بايدن سيرحل من أوسع الأبواب، وسيذكر التاريخ أنه كان ضحية لجرائم إبادة ارتكبها غيره فحمل إثمها!

Email