ما بين الاندماج والعزلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تسعى لإيجاد حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ورغم أن مثل هذه الأخبار لم تعلن عنها الإدارة المعنية، بل ذكرت في وسائل إعلامية هم يعتبرونها موثوقة، ونحن نعرف بأنها مصدر مهم من مصادر تسريب المعلومات وتوجيهها في الاتجاه المرغوب، سواء من الإدارة العليا أو من جهات لها مصالح مرتبطة باستحقاقات انتخابية قبل نهاية العام الحالي.

«نيويورك تايمز» أو «واشنطن بوست» لا تؤلف الأخبار إذا لم تحصل على الضوء الأخضر من أعوان الرئيس، ولا تكشف سراً لا يراد له أن يعرف، مثل تلك القناة التلفزيونية الإسرائيلية المسماة «قناة 12»، والتابعة للجيش الإسرائيلي، والتي تنفرد بالأخبار يومياً، وكل من يتابعها يعرف جيداً أن ما تقوله هو ما يريد وزير الدفاع وهيئة الأركان إيصاله للناس، ومع ذلك سنصدق أن بايدن يريد أن يدفع نحو حل الدولتين، ضمن خطة تبدأ من وقف إطلاق النار في غزة لمدة طويلة قد تصل إلى ستة أسابيع، مع التجديد بعد إطلاق الذين اختطفتهم حماس أو ما بقي منهم بعد مجازر نتانياهو، ومعهم الإفراح عن سجناء فلسطينيين، وتطرح خطة خلال هذه المدة لمفاوضات أمريكية عربية- فلسطينية- إسرائيلية، وربما تضاف إليها أطراف أوروبية، يكون هدفها وضع جدول مواعيد لإنهاء الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية بعد تجديد دماء القيادة، وإجراء انتخابات.

سنصدق لأننا متأكدون أن بايدن لن يفوز في انتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل إذا لم يدخلها وفي يده إنجاز يواجه به خصومه، وسنصدق لأننا نعرف بأن في الولايات المتحدة مراكز بحث، تقدم تقاريرها إلى الإدارة والجهات ذات الاختصاص، من وزارة الخارجية إلى مستشارية الأمن القومي إلى أجهزة الاستخبارات وقيادات الجيش، وأن هناك عدة أطراف حذرت من الخسارة الفادحة، التي تعرضت لها إسرائيل نتيجة حرب الإبادة لأرض يسكنها مليونا إنسان، ويقال إن بايدن لوّح للإسرائيليين بورقة الاندماج في الشرق الأوسط إذا وافقوا على الإطار العام لاتفاق سلام جديد ينهي الصراع مع الفلسطينيين.

وما لم يقله بايدن هو أن الرفض الإسرائيلي سيقود إلى عكس المطروح، عكس الاندماج، وهوما قلناه بالأمس، العزلة والنفور، ليس في الشرق الأوسط، بل على المستوى الدولي.

 

Email