شهادة عدم صلاحية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجا الرئيس الأمريكي جو بايدن من المحاكمة لاحتفاظه بوثائق سرية، فالمحقق الخاص روبرت هار اتخذ قراره بناءً على «روح القانون» وليس مضمونه، رغم أنه من رجال دونالد ترامب، ولكنه، كما تذكر التقارير اللاحقة، أبدى تعاطفاً كبيراً، وبرر الأسباب نيابة عن الرئيس، ومع ذلك ضربه في الصميم عندما ركز تقريره على سن الرئيس وذاكرته الضعيفة!

بايدن لم يعجبه تقرير هار، فرد عليه في مؤتمر صحافي عاجل عقده بعد فترة قصيرة قائلاً «ذاكرتي جيدة»، فالرجل أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو يسعى لتثبيت تأييد الحزب الديمقراطي له، ومن ثم سيبدأ حملته في مواجهة خصمه العنيد ترامب، ومن يقرأ تفاصيل تقرير المحقق هار سيكتشف بأنه شبيه بشهادة «عدم صلاحية» قدمت ضده في وقت غير مناسب، وفي ظرف صعب ليس بحاجة إلى إظهار سلبياته، لهذا كان رده سريعاً في مواجهة تلك العبارات التي تكررت في التقرير كما يقال مئات المرات، والخاصة بذاكرته الآن وهو الذي يرغب في إدارة بلاده أربع سنوات بعد نهاية هذا العام!

ما أجمل الديمقراطية الأمريكية، قلتها من قبل، وأكررها اليوم، نزيهة وعادلة، تأخذ ترامب إلى المحاكمة لأنه احتفظ بأوراق رسمية تتضمن أسراراً، وتبرئ بايدن لأنه احتفظ بأوراق رسمية تتضمن أسراراً، ومذكراته الشخصية، التي تحتوي على كل الأسرار طوال 8 سنوات قضاها نائباً للرئيس، ملقاة في مخزن، والمحقق كان يعبر عن ديمقراطيته التي تعلمها في الجامعات وهو يدرس القانون، فقد كان نزيهاً، ومحايداً، غير منحاز لترامب، وغير معادٍ لبايدن، ولم يقل غير الحقيقة التي رآها أمامه، وأجمل ما قاله في تبرير عدم تأييده لمحاكمة بايدن البالغ من العمر 81 عاماً، إنه في الغالب سيقدم نفسه في أي محاكمة على أنه «شيخ طاعن في السن، يحمل نوايا طيبة، ويعاني من ذاكرة ضعيفة»!

Email