الفرصة الأخيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك نقطة ارتكاز سيعودون إليها وهم صاغرون، هي فلسطين، الأرض والشعب والدولة، لو حفروا الأرض وغيروا شكل ترابها، ولو حلقوا في الفضاء بأحلامهم وأوهامهم، هي القضية، وهي المشكلة، وهي الحل.

ليشترط نتانياهو كما يشاء، وليراوغ «بن غفير» ما دام في السلطة، ولتقل تلك المستوطنة المتطرفة ما تقول حول بناء المستوطنات في غزة، فالنهاية ستكون لفلسطين.

تزول حماس، وتنتهي السلطة الهشة، ويتساقط المتاجرون بآلام الأطفال والنساء، وتنهار تجارتهم وعمالتهم، ويختفي جيل الابتزاز، وستنبت الأرض المروية بالدماء جيلاً أكثر صلابة، وأشد بأساً، كل حجر من البيوت المهدمة سيخرج من تحته مطالب بحقه وحق أهله، وكل حبة رمل سترفض مرور دبابة محتلة فوقها، وكل صرخة كتمت اليوم ستسمع في أطراف الأرض وما حوت.

ترتج الأرض، وتدوي الصواعق في السماء، والحل واحد، لا يثنّى ولا يثلث، ولا يجمع أو يطرح، لو ضربوا رؤوسهم في حوائط الهيكل، واهتزوا حتى ينهاروا، أمامهم طريق واحد، إما أن يسلكوه، وإما أن يقضوا القادم من الأيام والسنوات في ما هو أقسى، دون أمن، ودون استقرار، يحيط بهم الخوف، ولو حمتهم آلاف الدبابات والمدرعات.

لا اطمئنان لك ولأسرتك قبل أن يطمئن جارك، ولا أمن في بيتك إذا لم تأمن البيوت المحيطة بك، تلك مقولة قديمة تتجدد كل يوم على لسان العقلاء والحكماء، أما المنفلتون، أصحاب القوة، عديمو الرؤية، فلا يرون شيئاً بعيداً عن المكان الذي يقفون فوقه، فالطريق أمامهم طويل، ونهايته للحق الذي يعلو دوماً على الباطل، وفي فلسطين الحق بيّن والباطل بيّن.

إنها الفرصة، هذا المتاح اليوم في باريس وخلف كل الكواليس، فرصة لمن يريد السلام، لنفسه ولشعبه، وقد تكون الأخيرة في المستقبل المنظور، سلام مقابل دولة فلسطينية، ولا شيء غير ذلك، فهذا هو الطريق الوحيد السالك، أما الطرق الأخرى فهي مؤقتة، يمكن أن تفرح وتبهج من يختارونها لفترة وجيزة، ولكنها في النهاية ستبكيهم كثيراً.

 

Email