مشعل ولعبة القط والفأر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ومن بعد الصرصور جاء الفأر ومن بعده القط.

تلك المرأة التي أحدثت جلبة في المطعم بمدينتها التي يعتقد قادة اليمين المتطرف بأنها آمنة وسكانها مطمئنون، كأنها قدمت لهم تجربة حية ومجانية، لتثبت حالة التوتر التي يعيشها سكان «تل أبيب»، والخوف الذي «يعشش» داخل عقولهم، فهي وإن كانت لا تقصد ذلك قدمت صورة واقعية للحياة وسط الحروب، وكذبت تصريحات نتنياهو وأوهام «بن غفير»، فالأمن لا يأتي من الدمار، والاطمئنان لا يصنعه القتل، ومن يرهب الآخرين يزرع الرهبة في قلوب قومه.

المهم، أن حكاية الصرصور الذي كان يتجول في المطعم لم تنتهِ بعد، فالمعلومات المتسربة من فرقة التدخل السريع تتحدث عن استكمال التحقيق، فهناك شكوك تدور حول الصرصور، استناداً إلى تركه للرجال الموجودين في المطعم وذهابه مباشرة إلى السيدة، فالمعروف أن السيدات بطباعهن وتركيبتهن الأنثوية لا يتحملن رؤية الزواحف والحشرات، كبرت أم صغرت، وردة فعلهن أدناها صراخ وعويل، وأقصاها الصعود فوق الطاولة أو السقوط مغشياً عليها، فضرب الشك «مخ» المحقق، وتساءل إن كان الصرصور حقيقياً، أي من تلك الصراصير التي تخرج من «البواليع»؟ أم هو من الروبوتات المصغرة التي تدار بالذكاء الاصطناعي؟ فإن كان كذلك لا بد من القبض على الصرصور للتأكد، وحسب الشهود لا تزال فرقة البحث والتحري تبحث عنه!

وحتى تتكشف الأسرار دعونا نذهب إلى خالد مشعل رئيس «حماس» المقيم في المنتجعات والذي قال من قبل إن 7 أكتوبر كانت مغامرة مدروسة، إذ أدلى بتصريح جديد، فيه إهانة وقلة احترام لأهل غزة الذين يموتون ظلماً بسبب أفعال تنظيمه، وشبه ما يحدث حالياً بلعبة «القط والفأر»، وبمعنى أدق «توم وجيري»، ذلك المسلسل «الكرتوني»، الذي كان يعرض لتسلية الأطفال، وقد تجنى في هذا القول كثيراً، فأطفال غزة ضحى بهم «الفأر» المسمى «حماس» ونهشهم «القط» الإسرائيلي، وهذا قائد حماس وكبيرهم يجعل من المذابح لعبة يتسلى بها.

 

Email