ترامب يتقدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كل نقطة سوداء يضيفها جو بايدن إلى سجله الرئاسي، يكتسب دونالد ترامب نقطة تفوق في مسار الانتخابات الرئاسية القادمة.

يوم أمس، أعلن فوز الرئيس السابق ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية ايوا، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، رغم انشغاله بالقضايا والدعاوى المرفوعة ضده، وعدم تمكنه من إدارة حملته بالشكل المعتاد، حيث حرمته الملاحقات القضائية وقرارات القضاة الديمقراطيين، من التفرغ للحصول على ترشيح حزبه، ومواجهة الإدارة المتمكنة من مفاصل الدولة، ومع ذلك، تبدو رغبة أعضاء الحزب في الدفع برئيس قوي، يظهر مدى الضعف الذي كان عليه الرئيس الحالي، واضحة في النتائج المعلنة حتى الآن.

ضعف بايدن، ومواقفه المهزوزة، وإدارته المتناقضة، أثرت في مكانة الولايات المتحدة عالمياً، فهذه الدولة العظمى ليست الأقوى في العالم فقط، بل هي حاملة مفاتيح هذا العالم، وهي متفردة، رغم بعض المحاولات التي تحتاج إلى عقود من الزمان لإزاحتها عن هذا الموقع، وهذه المكانة لم تمنح لها، بل اكتسبتها بجدارة، بعد تدخلها في الحرب العالمية الثانية، وإنهاء غطرسة ألمانيا الهتلرية، ثم وقوفها في وجه المد الإلحادي للمنظومة الشيوعية العالمية، بقيادة الاتحاد السوفييتي الراحل، وعندما انفردت الولايات المتحدة بالعالم، اختلطت «المفاتيح» التي تملكها، وخضعت لكبرياء المنتصر، الذي تحول من مدافع عن القيم والسلام، إلى ناشر للاضطراب، وكان عهد بايدن الحالي، هو أسوأ العهود، وأكثرها انحيازاً لأدوات التدمير، تدمير القيم، ومن بعدها السلام والاستقرار الدوليين!

قد لا يكون دونالد ترامب رئيساً مثالياً يحقق أحلام الأمريكان، ويوقف تداعيات الهيمنة على العالم بمفاهيم القوة، ولكنه في الوضع الحالي هو الأفضل، لأنه واضح وصادق وغير متردد، ولا يبحث عن معارك وحروب مفتعلة ليثبت جدارته، ومثله يمكن التعامل معه ومعرفة نواياه!

 

Email