فئة خارجة مرفوضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحن رافضون للإخوان لأنهم غير أسوياء.

تلك خلاصة حديثي عن هذه الفئة الخارجة، المنحرفة عن الطريق القويم، المعوجّة التي لم ينفع معها كل تقويم، المتمادية في غيّها دون تدبّر أو تفكير، من نزعت حب الوطن من وجدانها، ومن خالفت الطاعة الواجبة عليها، ومن حالفت الأغراب لتدمير أرضها، ومن قبلت بأن تتخلّى عن عزّتها وعزوتها، وارتدت أردية فساد في الأرض، وفساد في الذمم، وفساد في الإيمان، من كذبت في ولائها وازدوجت بيعتها، من ميّزت نفسها واختارت أعلى المراتب وهي في قاعها.

الناس، كل الناس ما عدا هذه المجموعة التي تحاكم اليوم أمام ميزان العدالة، يعرفون ماذا يريدون، وفي أية جهة يقفون، لأنهم عقلاء، حافظون للجميل، شاكرون على النعم، حريصون على ما تحقّق لهم، بفضل من الله، وبحكمة قادتهم، أولياء الأمر الذين أحبّوهم وعملوا ما لم يُعمل لغيرهم، فأطاعوهم ولم يتعاطفوا مع القلّة الشاذة، ولن يتعاطفوا، فالمسألة لا تقبل المقارنة، التاريخ الأبيض ناصع، يراه القاصي والدّاني، والتاريخ الأسود حالك، يتعوّذ منه كل من يحب وطنه وأهله وولاة أمره وكتاب ربّه وسنّة نبيه.

الناس يبحثون عن الأمان والاطمئنان، في وطن مستقر، يكرم فيه الفقير قبل الغني، وتوفر سبل العيش للجميع، وأبواب الخير لا تسدّ في وجه أحد، دينهم عزيز، ومعتقداتهم مصانة، ومساجدهم مفتوحة، وصوت الأذان يصدح منادياً للصلاة مع كل فرض، والمحتاج يُلبّى طلبه، والمريض يجد علاجه، وبيته مجهّز له، فماذا يريدون أكثر من ذلك؟

إنهم ليسوا بحاجة إلى الخوارج، ناكري الجميل ليعلّموهم كيف يعبدون ربّهم، ومن يكون له الولاء، وأي إمام يتبعون، الناس أذكى من الذين اختاروا الفتنة طريقاً لهم، الناس سائرون على درب خطّته أيدي الذين بنوا وعمّروا وأصبح صيتهم يملأ الدنيا، الناس يعرفون من يتّبعون لأنهم «منهم وفيهم»، ولم تغرهم مظاهر المنافقين المدسوسين من أطراف لا تريد الخير لهم ولوطنهم.

الوطن يختار من أعزّه وأكرمه.

 

Email