هذا وطن الكرام

ت + ت - الحجم الطبيعي

مُنحت المجموعة الإخوانية فرصاً كثيرة للتوبة والعودة إلى حضن الوطن، ولم ينصاعوا، اختلت حساباتهم، وتخيلوا في لحظة من لحظات الانتشاء أنهم أقوياء، مثل ذلك الثور الذي غرته قوته فقرر أن «يناطح» الجبل، فانكسر قرنه أولاً، ثم انكسر رأسه وسالت دماؤه حتى خارت قواه وسقط.

هذه بلاد لا تقارن بكل بلاد العالم، ولو لم يكن فيها غير الأمن والأمان الذي نشهده لاكتفينا، فقد لففنا العالم من شرقه إلى غربه، ورأينا في المدن الشهيرة والكبيرة، ومنها عواصم دول بحجم إمبراطوريات، يخشى سكانها عبور الشوارع الجانبية منفردين ليلاً، فالمجرمون المخدرون منتشرون هناك، ورأينا عصابات مسلحة تتجول في بعض تلك المدن وتديرها منذ غروب الشمس حتى شروقها، ورأينا في البعض الآخر بشراً ينامون فوق الأرصفة، وهالنا ذلك، فنحن هنا لم نمر أبداً بمثل هذه الأشياء، ولن نمر بفضل من الله، ونتيجة سهر ولاة الأمر على راحة أهلهم، فهذا ما يميزنا عن العالم كله، ويجعلنا مطمعاً لإخوان الشتات الذين لفظتهم أوطانهم بعد أن حاربوها وسعوا إلى تدميرها.

وفي هذه البلاد لم يكن للإخوان شأن كبير في يوم من الأيام، ولن يكون، والمجموعة التي ذكرت في بيان النائب العام قبل ثلاثة أيام لا تساوي شيئاً، فهي قلة قليلة، بل حثالة لا يلتفت إليها، ولا تحسب على وطن بحجم دولة الإمارات وتميزها من بين بلاد العالم، بائرة بضاعتها أمام أفعال القادة الذين انتقلوا بسكانها إلى أعلى المراتب، حتى حسدهم الآخرون وغاروا منهم، هنا، في هذه الأرض انتشر خير الله ونعمه حتى فاض فشمل أمماً وشعوباً في أرجاء الدنيا، هنا، لا ينام أحد وهو جائع، ولا يسير في الشوارع إنسان بثياب بالية، ومن يحتاج إلى عون تصله يد رحيمة كريمة معطاءة دون منة، ولا يفتقد المريض دواءه، ولا يخاف أحد على بيته وحرمته.

في هذه البلاد خططوا ودبروا أربعين عاماً، ولم يزد عدد المنحرفين المنضوين تحت راية الخديعة عن 100 شخص، فالناس عرفوا أن راية الحق عند من يستحقونها، فساروا خلفهم في العسر وفي اليسر، وهم مطمئنون.

هذا وطن الكرام، لا مكان فيه للخونة اللئام.

 

Email