حرب المنافع

ت + ت - الحجم الطبيعي

إنهم ذاهبون إلى حيث لا يعلمون.

كل هؤلاء المتحاربون اختاروا سياسة إشعال النار، ولم يفكروا لحظة بطريقة إطفاء ما يشعلون، وأول هؤلاء بنيامين نتانياهو، الذي يحاول بكل جهده أن يوسع دائرة الموت والدمار، ومن بعده سكان المنتجعات، قادة حماس، من ضحوا بنائب رئيس الحركة صالح العاروري فتركوه في بيروت، وأين؟ في بؤرة تجمع الاستخبارات الإسرائيلية، في الضاحية الجنوبية، التي هرب منها زعيمها، واختبأ في منطقة قريبة من السفارات والطوائف المتحالفة معه، وربما في الخارج، وثالثهم يأتي من صدق بأنه قوة إقليمية تتحكم في المنطقة من البحر الأحمر إلى الخليج، فإذا بالنار توقد تحت قدميه وهو لا يدري!

قد يكون نتانياهو، بصفته الشخصية، يعلم ماذا يفعل، وأقول بصفة شخصية، لأنه متورط في تلك القضايا والدعاوى، التي تلاحقه منذ سنوات، ولم ينقذه من المحاكمات العلنية إلا وجوده في منصب رئيس الوزراء، ومع كل مرحلة ضعف يمر بها يستحدث أزمة تطيل حياته السياسية، لهذا نراه يخرج علينا بخطة يومية تلغي خططه السابقة حتى اقترب من النهاية المطلوبة منه أمريكياً وعالمياً، فاستحدث الوسيلة التاريخية لأسلافه، منذ تفجير فندق الملك داوود، واغتيال الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك همرشولد في الأربعينيات، ونقل المواجهة إلى دمشق و«كرمان» الإيرانية، ليستفز الآخرين، وتزداد الفوضى التي ستحتاج إلى سنوات، يأمل هو أن يستمر في السلطة خلالها!

أما حماس فهي ليست أكثر من أداة، مثلها مثل حسن نصر الله والحوثيين، ونهاية العاروري تثبت ذلك بكل وضوح، فقد قُتل بين حلفائه، من قالوا إنهم كفيلون بحمايته، وراح ضحية تصديق الوعود الكاذبة، بعد أن خدرته روايات الانتصار في 7 أكتوبر، وهو انتصار زائف، مثله مثل السراب، ظهر فجأة، واختفى بعد أن طال الدمار مليوني مواطن فلسطيني، ودمرت غزة بكاملها، وقد تدمر مناطق أخرى في دول أخرى، وما زال خالد مشعل يحدثنا عن «مغامرة مدروسة»، ولا نعرف على يد أي معلم «جاهل» درسها!

هذه حرب منافع، تشاركوا فيها، والضحايا هم الأبرياء.

 

Email