عضة المنفلت

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ اليوم الأول لتحالفه مع نتانياهو توقع العالم مرحلة جديدة من الصدامات والقلاقل في المنطقة.

«بن غفير»، صاحب الأجندة الظاهرة التي لا يخفيها، المتطرف إلى حد النهاية، حامل «دفاتر» مملوءة بالقصص المحرفة تاريخياً ودينياً وأخلاقياً، والواهم بأنه قادر على أن يقف في الطرف الأكثر تشدداً دون أن يقدر عليه أحد، رئيس الوزراء أمامه ضعيف لأنه الأكسجين الذي يتنفس منه خارج القضبان، هو الحماية، وهو الأمان، وهو الوزير المدلل الذي يفعل ما يشاء.

بالأمس وقف ليطلق «رصاصة الرحمة» على رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الخزانة المفتوحة على مصراعيها أمام بلاده، والداعم الذي يمشي خلفهم لينظف الفوضى التي يخلفونها، الرئيس جو بايدن وإدارته، فقط لأنهم بدأوا يتساءلون، ويطلبون بعض الإجابات، عن الهدف من كل ما يحدث في غزة وفي الضفة الغربية والحدود الشمالية وضاحية بيروت الجنوبية، وعن إعادة احتلال القطاع، وخطة «التهجير الطوعي»، وعن الحرج الذي بدأ يظهر على كبار قادة الدولة الكبرى، فجاء الرد بقوة وسرعة الصواريخ التي استلمها أخيراً منهم، من بايدن وبلينكن وأوستن والكونجرس، قائلاً «نحن لسنا نجمة أخرى على العلم الأمريكي».

وهو فعلاً كذلك، هو أكبر من كل النجوم التي تزين العلم الأمريكي، نجمته مختلفة، فشكلها مختلف، وغايتها مختلفة، وأهدافها قد تكون مكملة لأهداف الدولة العظمى لكنها تتقاطع معها في كثير من المنحنيات، هو شيء آخر عندما تحين الساعة، ساعة الوقوف أمام مبتغاه، ومثله لا يتردد في توجيه من يظن أنه كبير أمامه، يرفع له علامة التوقف الحمراء، ويصحح مفاهيمه، وبايدن يمر بأحلك الظروف، شعبيته في تناقص ملحوظ، خصوصاً بعد مواقفه غير المحدودة في تأييد ومساندة ودعم أحداث غزة التي تجاوزت حرب الإبادة إلى التطهير العرقي والديني، وخسائر بلاده المستقبلية ستكون كارثية، أما خسارته الشخصية فأقلها سيكون السقوط المدوي في انتخابات نوفمبر المقبل.

عضة موجعة للداعم من المنفلت!

 

Email