مفلسة خاوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي لا تساوي شيئاً، ليس لديها إرث تتفاخر به، والإرث هنا لا يعني المال، بل سيرة ذاتية مثقلة بالإنجازات، خلال حياتها المديدة، منذ صباها وحتى تجعدت تقاسيم وجهها، إرث عن أفعالها، وخدمتها لمجتمعها وللعالم، شيء يستحق أن ترفع رأسها عندما تتحدث وتتمايل بين من جمعتهم حملتها الانتخابية، وتصدق بأنها مرشحة للتنافس على سباق الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية.

إنها نيكي هيلي، تلك المندوبة في الأمم المتحدة، ولمدة عامين فقط، ولا شيء آخر، أرادت أن تكون نجمة، فقد تنفتح لها الأبواب، كما تنفتح أبواب هوليوود لشخصيات مغمورة تحولها إلى رأس قائمة المشاهير، عبر فيلم نجح بتحطيم الأرقام في «شباك التذاكر»، أو من خلال فضيحة مخدرات وعلاقات مشبوهة، أرادت البروز فاختارت مفتاح تلك الأبواب، ووقفت دون حياء أو حرج، وباعت بضاعة بائرة وفاسدة في سوق هي تعلم بأنه أسوأ من أسواق النخاسة، تعطي لتأخذ المقابل، بعد أن أعطت ضميرها إجازة!

أرادت «نيكي» هذه الصعود بسرعة، وهي فقط مجرد مترشحة تطلب دعم الجمهوريين لتمثيلهم في الانتخابات الرئاسية، ولم تزد نسبة شعبيتها عن الصفر كثيراً، إنها في ذيل القائمة، ولكنها تأمل بالتطورات المتوقعة، وتنتظر مع من يجلسون معها في المؤخرة بانسحاب دونالد ترامب أو منعه من خوض الانتخابات بحكم محكمة، وتخدمها الفرصة كما خدمت من قبل «هيلاري»، وحتى يتحقق ذلك استجارت باللوبي الأقوى، وقدمت فروض الولاء والطاعة، وقالت ما لم يقله أحد قبلها من الرؤساء والمرشحين وأعضاء الكونجرس، وكل الذين يشتغلون بالسياسة، وكأنها أوجدت حلاً لما يحدث في غزة، والصحيح أنها تصرفت بجهل ما بعده جهل، عندما طالبت الفلسطينيين بمغادرة أرضهم، والتوجه إلى مصر أو بلدان أخرى حتى يعود السلام وتنتهي الأزمة، وترتاح إسرائيل!

عندما تكون السياسة مرتعاً لأمثال نيكي هيلي الخاوية المفلسة لا بد أن نرى ونسمع مثل هذا الجهل الفاضح.

 

Email