ترامب مرة أخرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

حجر جديد يوضع في طريق دونالد ترامب، وهذه المرة من قبل محكمة في ولاية كولورادو، والتي قررت وبكل بساطة بأنه شخص غير مؤهل لخوض الانتخابات الرئاسية، والسبب أنه حرض على مهاجمة مبنى الكونجرس في انتخابات 2020، وقررت منعه من إدارة حملته التمهيدية في الولاية، والتي ستنتهي باختيار الشخص الذي سيمثل الحزب الجمهوري في السباق نحو البيت الأبيض نهاية العام القادم.

وما زالوا يقولون إنهم ديمقراطيون خاضعون للقوانين والنصوص الدستورية في هذه الدولة الاتحادية، ويفخرون بذلك، وهم في الآخر ليسوا أفضل من الدول التي ينتقدونها في تقاريرهم السنوية، الحريات عندهم تداس ويعتبرون أفعالهم بطولات، والحقوق تسلب ثم يدعون بأن العدالة عندهم لا يميل ميزانها، معتدّين بذلك الشعار المرفوع فوق مباني المحاكم، في الداخل والخارج، وقد تذكرت «بايدن» عندما قرأت حكم تلك المحكمة، و«بايدن» قدوة، فهو الرئيس الحالي الذي يدير العالم بإصبع وليس بيد، فهو الذي ساند عدوان نتنياهو على غزة، وأيد «جريمة القرن الحادي والعشرين»، وهو الذي يتحدث عن مستقبل مليوني شخص، وهو الذي يرسل المساعدات ومن ورائها الصواريخ والذخائر لقتل من يتلقونها.

تلك هي العدالة، وتلك هي حقوق الإنسان، وتلك المساواة التي ينادون بها، محكمة محلية تُلغي تشريعاً اتحادياً، فالرئاسة شأن اتحادي، والمترشح عن الحزب يعالج أمره في الحزب وتوافق على ترشحه النهائي هيئات معنية بالأمر، وفي الوقت نفسه رئيس تتناقض تصريحاته كل يوم، وتتخبط إدارته في مواقفها، ويشكل تحالفاً دون أن يستشير أحداً، ودون أن يسمي العدو الذي سيذهب إليه، لأنه رفع اسم المعني بذلك التحالف من قائمة الإرهاب فور تنصيبه في البيت الأبيض!

تلك عدالة ديمقراطية متذبذبة ومرتجفة، سواء صدرت من كولورادو أو من واشنطن، وترامب، ذلك الذي حمل نفسه تبعات رغباته المتجاوزة لكل خطوط السياسة الحمراء، والحالم بالعودة إلى البيت الأبيض فوق حصان شبيه بحصان «طرواده» قد لا يصل إلا محمولاً لتصلب ظهره وشرايينه من كثرة الحجارة التي أبعدها عن طريقه!

Email