هذا شأنهم

آخر «صرعات» الغرب إضافة الصراصير وما شابهها من الحشرات إلى مكونات الأطعمة.

وهذا شأنهم، يفعلون ما يشاؤون في بلادهم، ومع ناسهم، ويأكلون كل ما تشتهي نفوسهم، فهؤلاء، ومنذ أن جعلوا العلمانية دستورهم، نسوا كل ما هو مرتبط بالحلال والحرام والجائز وغير الجائز، وأصبح المستنكر مقبولاً عندهم، سواء خالف التعاليم الدينية أو الاعتبارات الأخلاقية أو الطبيعة البشرية، ولأن كل تلك الالتزامات نزعت من قلوب وعقول الناس، وأصبحت التشريعات المعاكسة محصنة بالقوانين الملزمة، ما عاد أحد يجرؤ على الوقوف في وجه التغير المستحدث!

هذا شأنهم، ما داموا يتبعون رغبات أصحاب رؤوس الأموال وأفكارهم، ولا يلتفتون إلى شيء ما دامت الأرباح ستتحقق في آخر كل عام، والثروات ستتضاعف، فهؤلاء هم أنفسهم الذين أكّلوا الناس «البلاستيك» ولحوم الصويا، وتلك «المسنمة» بالهرمونات، وخلطوا الكحول بالحلويات، وجعلوا «الموضة» والأزياء بدائل للستر وإنسانية الإنسان، هذا الكائن العاقل والمفكر والمتحدث، الذي كان لباسه واحتشامه هما الجسر الذي نقله من التخلف إلى التحضر، فأعادوه إلى العصور البدائية، حتى يشتهر المصمم فلان، وتزيد ملايين أو مليارات علان، صاحب العلامة التجارية المرموقة!

هذا شأنهم، أما نحن فلنا شأن آخر، ونظرتنا لن تتغير، فالصراصير بالنسبة لنا مكانها «البواليع»، ودواؤها المبيدات والضرب بما تصل إليه أيدينا، وستبقى موائد أكلنا طاهرة ونقية، ومثلنا أغلب شعوب العالم، من يرفضون الانجرار خلف بدع الأوروبيين، ولا تستغربوا، أقولها لكم بجد، لا تستغربوا أن تهاجمنا في المستقبل القريب جمعيات «الرفق بالصراصير»!

ردنا جاء من الجهة المعنية بغذائنا وسلامتنا، وزارة التغير المناخي والبيئة، حيث أوقفت اللغط الدائر حول ذلك القرار المستهتر بالبشرية، وأكدت بشكل حاسم خلو أسواقنا من المنتجات المحتوية على الحشرات وأجزائها، وخيراً فعلت عندما أصدرت بياناً بذلك.

الأكثر مشاركة