هل كانت مدبرة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

حرية التعبير عن الرأي لا تمنح «كريس روك» الحق في التقليل من احترام سيدة يعلم جيداً بأنها حلقت شعرها لإصابتها بمرض، فما قام به كان استهزاء في مكان عام، واعتداء على حريتها الخاصة، وسواء كانوا في أمريكا أو أوروبا أو أية دولة تدعي حماية حق التعبير، فإن مثل هذا التصرف يعاقب عليه القانون، وعندما يكون على الهواء مباشرة تشدد العقوبة، فكل إنسان له حدود في حريته وفي رأيه وفي الكلمات التي يستخدمها، وقد أخطأ «كريس» عندما قام بكل ذلك في «مزحه» الثقيل ضد زوجة زميله.

و«ويل سميث» أخطأ أيضاً، وعالج الخطأ بخطأ أفدح منه، وأضر بسمعته ومكانته التي تعب حتى وصل إليها، وأساء للمعجبين به، وكل الذين كانوا يتابعون حفل توزيع الأوسكار، وعاد بالجميع إلى زمان ولّى، حيث كان الشخص يأخذ حقه بيده، فارتكب جريمة اعتداء جسدي في مقابل اعتداء لفظي من الآخر.

ولولا الصدمة التي جمدت «كريس روك» لكانت النتائج سيئة جداً في تلك الليلة، ومخطئ من يظن أن «كريس» تمالك أعصابه حتى لا يُفشل الحفل، هو لم يتوقع ولم يستوعب، ولم يعرف ماذا يقول بعد أن عقد لسانه من المفاجأة، أما «ويل سميث» صاحب الحمية، الغيور، المدافع عن زوجته، فقد تلقى صفعة ليس لها «صدى» صوت، ولم تلامس جسده، ولكنها بالتأكيد اخترقت أعماقه، عندما تحدثت الزوجة عن الخطأ الذي ارتكبه، لأنها لم تكن بحاجة إلى دفاعه، وكان يمكنها الرد على تطاول «كريس» بأسلوبها!

والغريب في الأمر كله أن «ويل سميث» كرم بعد الصفعة بمنحه الأوسكار كأحسن ممثل، وهذا التصرف المستغرب جعل الناس يتساءلون «إن كانت الصفعة بنت لحظتها أو كانت مدبرة لإحداث إثارة للجمهور الذي بدأ يتناقص في السنوات الأخيرة؟!».

لا نرجح أية إجابة، فكل شيء جائز، وخاصة في عالم الفن وعاصمته «هوليوود»، ولكننا نؤكد أن «كريس وويل» قد أحرقا أوراقهما، وأعلنا نهاية تألقهما.

وغداً نتحدث عن صفعات مسلسلات رمضان بإذن الله.

Email