المبادرون يجنون الثمار

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أطلقت جائزة الصحافة العربية من هنا، من دبي، قال بعض زملائنا وأساتذتنا إن بلادهم أولى بتنظيم هذه الجائزة، فهي التي انطلقت منها الصحافة العربية، وهم من علموا الآخرين، ونحن منهم، هذه المهنة، وأسسوا الصحف.

وعندما بدأت جائزة القرآن الكريم في دبي أيضاً رددوا الكلام نفسه، وأضافوا إليه وجود منارات دينية ذات مكانة كبيرة في نفوس الناس، وهي التي يجب أن تتبنى مثل هذه المسابقة.

وكان ردنا مختصراً، مع إقرارنا بكل ما ذكروه عن الأسبقية أو البيئة المناسبة، قلنا لهم «نحن نتقدم على الجميع، لأننا مبادرون، قيادتنا تفكر وتسمع وتبحث، وتتخذ خطوات تنفيذية، وتنطلق مع مبادراتها، ولا تحتكر حق التنظيم أو التقليد، ففي مثل هذه المبادرات ليست هناك «حقوق ملكية»، ولن يضيرنا أن تكون في كل دولة جائزة تتبنى حفظة كتاب الله، وتشجع المقرئين، صغاراً وكباراً، لتزرع روح الإبداع والمنافسة الشريفة بداخلهم، أو تحفز الصحافيين على التميز في أعمالهم، وخدمة مجتمعاتهم».

ومن بعد تلك الجائزتين أصبحت مبادرات محمد بن راشد صرحاً، وليست مجرد أفكار تطرح، وتترك للظروف، تجاوزت أعدادها ما يتخيل، وما لا يتخيل، وكان آخرها مبادرات احتضان «المخترعين العرب» و«النوابغ» و«العلماء» و«الباحثين» و«المبدعين» و«أصحاب الابتكار» و«المبرمجين»، وشكلت إدارات تخطط وتتابع، وتوفر بيئة صالحة للانطلاق مع كل الإمكانات، التي تحقق النجاح لهذه المشاريع، فكل الذين ذكرناهم ومعهم من لم نذكرهم كانوا بحاجة ماسة لمن يتبنى أمثالهم، ويساعدهم لإنجاز ما يدور في أذهانهم من أفكار وإبداعات.

وتراجعت التساؤلات، واتضحت الصورة، وتبين للجميع أن المُبادِرين فقط هم الذين يجنون ثمار جهودهم، والميادين مفتوحة أمام الجميع، كل الميادين، فمثل هذه المبادرات تطلق في فضاء رحب لا حدود له، يحتاج من يريد أن ينطلق عبره إلى نية حسنة، وأهداف محددة، ورؤية مستقبلية سليمة، وإمكانات تيسّر العمل، ضمن فرق متجانسة ومتحابة، غايتها العطاء والبذل.

Email