كاذب بلا حياء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلق «حسن نصر الله» مجموعة من الصواريخ الهوائية، وكان يتوقع أن يكون لها مفعول السلاح الحقيقي، ولم نرَ منها شيئاً، ولكننا شممنا رائحة تزكم الأنوف.

هذا الذي كان زعيماً أصبح «برميلاً» للكذب والتدليس وإنكار الحقائق، منذ أن حول اتجاهه وهو يزيف معلوماته، ويعتقد بأن الناس هم نفس الناس الذين أوهمهم ذات يوم بأنه يقود فصيلاً لبنانياً وطنياً، لا يريد أن يفهم بأنه أصبح مكشوفاً منذ أن اعترف بأن الأوامر تأتيه من الخارج، وأنه تابع، لا إرادة له، ولا لكلمته وزن أو قيمة، فهو مجرد وسيط يحصل على نسب معلومة من حصيلة الأرباح مقابل خدماته، «سمسار» بلهجة أهل بلاده، لا تهمه مصلحة وطن، فالوطن عنده لا يوازي الطائفية، ولا يمكن أن يساوي الدولار، ولهذا سيكذب، وسيزور المعلومات التي يقولها، وسيقسم بأغلظ الإيمان، فكيف يكون لتاجر «الكبتاجون» والحشيش والأفيون والكوكايين إيمان أو قسم؟

هو الذي ينشر الفوضى، ويرسل الصواريخ والمسيرات عبر الحدود إلى كل القوى الطائفية في سوريا والعراق واليمن، وهو الذي استخدم السيارات المفخخة في أحياء الطوائف الأخرى، وقدم السلاح للحشود لإزالة القرى، ليغير التركيبة السكانية في تلك الدول، وبعد كل ذلك يحمل البلاد التي تقدم يد العون وتغيث المحتاجين في بلاده وغيرها من البلاد مسؤولية ذلك، في مشهد درامي وكوميدي أثار الضحك بين أتباعه قبل أعدائه.

وهو لا يأبه بما يفعل، ولا يخجل من نفسه، ما زال يعتقد أن الكلام المرسل الذي لا تسنده أدلة أو براهين سوف يصدق، فالعراق حينما ظهر «داعش» كانت حدوده مع المملكة العربية السعودية مغلقة، فكيف مرت السيارات المفخخة المرسلة منها؟ و«داعش» تسلمت ثلث العراق بعد أن أمر «نوري المالكي» قواته بالانسحاب، والمالكي مثل نصر الله، مصدر تعليماته هي نفسها، تأتيه من هناك، من الذين يتبعهم وليس الذين يمثلهم.

من فقد وطنيته لا يمكن أن يصدق في قوله أو فعله، فهو ليس أكثر من «تاجر» في الممنوعات والانتماءات.

Email