الفاسدون المفسدون

ت + ت - الحجم الطبيعي

تضاربت مصالح الإخوان بعضها البعض، وبدأت كل طائفة من التنظيم «تنشر غسيل» الآخرين، وتكشف أسراراً كانت تغطيها «أوراق التوت» منذ عقود طويلة.

صراع جماعة تركيا وجماعة لندن احتدم مع تطورات الأحداث في المنطقة، والتغير الواضح في مواقف السلطات التركية، بعد التقارب بين بلادها والدول الرافضة لذلك التنظيم المدرج في قوائم الإرهاب، وبعد أن تأكدت أن حملاً ثقيلاً سيزاح عن كاهلها إذا أزاحت «المتشردين» من هذه الجماعات وأخرجتهم فيما يشبه الطرد من أراضيها، ونتيجة لكل ذلك أصبح التنظيم بقيادتين، كل واحدة منهما تمنح نفسها حق تسيير الأمور، فالمرشد يقبع في السجن بمصر، وعليه من الأحكام ما يجعله نزيل الزنازين حتى آخر يوم في عمره، ولو عاش مئة سنة أخرى، والقادة الآخرون أغلبهم معه، حتى ذلك الذي «شمت» ذات يوم من السنة، التي حكموا فيها من الرئيس السابق حسني مبارك، رحمه الله، وأصدر حكماً وهو يقف في الشارع، بعيداً عن القضاء وقاعات المحاكم، وقال لعمرو موسى: إن مبارك لن يخرج من السجن إلا محمولاً إلى قبره.

هؤلاء أفسدوا في السنة التي حكموا فيها مصر، فدارت عليهم الدوائر، ومن لم يدخل السجن منهم تشرد بعيداً، لتحميه دول استغلت وجودهم لأهداف سياسية، وظنوا أن الانتماء للتنظيم والتعاطف معه أقوى من مصالح الدول، وعندما تبينوا الحقيقة اختلفوا على «الإرث» من الأموال، التي كدسوها عشرات السنين، سواء من المشاريع الاستثمارية أو التجارة المحلية أو جمع التبرعات وعطايا فروع التنظيم في دول الخليج، وتقاذفوا بالاتهامات، وفضحوا أنفسهم، وهم في الأصل كانوا مفضوحين ومنكشفين من ناحية استغلال الناس وخداعهم تحت غطاء الدعوة والإصلاح، والعلاقات المشبوهة مع الأجهزة الأمنية الأجنبية، وهذه أهم النقاط التي أثاروها في صدامهم المستعر حالياً.

الأيام ستكشف الإخوان وتعريهم، وستسقط عنهم بقايا هالات هم أوهموا الاتباع بها، وبدأت تزاح عنهم.

وللحديث بقية بإذن الله.

Email