«ما بين البائع والشاري»

ت + ت - الحجم الطبيعي

صفقة طائرات «رافال» جزء يسير من الاتفاقيات، التي أبرمتها دولة الإمارات مع فرنسا، خلال زيارة الرئيس ماكرون، هناك اتفاقيات شراكة اقتصادية وصناعية وبتروكيماوية وسياحية وطاقة متجددة ونووية وفضائية وثقافية، ومع ذلك أبرز الإعلام الغربي تلك الصفقة، ليستخرج منها قصصاً وحكايات بعد أن ربطها بطائرات «إف 35» الأمريكية.

مقارنة لأغراض سياسية، ذلك ما يحدث، وهي مقارنة قد تكون متاحة عندما كان الحديث عن النوايا هو السائد، وهذه مسألة لها سنوات، فالفرنسيون عرضوا «رافال»، والأمريكان عرضوا «إف 35» و«إف 18» المحسنة وغيرها، وأيضاً عرض الطرفان طائرات مروحية حديثة، وعندما يكون هناك عرض وطلب يدور نقاش، ثم يكون هناك تفاهم مبدئي، وتوقيع على اتفاقية حسن نوايا، هذا حسب علمي، وقد أكون مخطئاً، وبعد كل ذلك يدخل الطرفان في مرحلة الشراء والبيع، وكل واحد منهما حر في تصرفاته وشروطه، وحر في القبول أو الرفض، هكذا يكون البيع والشراء، سواء كان المنتج علبة على رف في «دكان» صغير، أو كان طائرة تسمى الشبح!

وعندما يكون أحد البائعين مرناً وطيعاً ومتفاهماً مع الشاري فمن الطبيعي والمنطقي أن يفضل منتجه على أي منتج آخر، حتى ولو كان ذلك المنتج تنقصه بعض المميزات، فالمهم أن الغرض من امتلاك المنتج متحقق، وهذا بالضبط ما يمكن أن يقارن في صفقة الطائرات، فنحن نتحدث عن صفقة أنجزت مع فرنسا، وصفقة تاهت في «دهاليز» واشنطن، فإذا انتهى «بايدن» من التفكير، وتوقف المشرعون الأمريكان عن «تمطيط» مراحل اتخاذ القرار، أقول لكم، عندها سيكون لكل حادث حديث، وتكون «الحاجة» سيدة الموقف!

قيادتنا تعمل على تطوير وتحديث قواتنا المسلحة، هذا هو القصد والمعنى، وليس أي شيء آخر، فنحن نعرف جيداً أن الخيارات متاحة، والأمريكان والفرنسيون أيضاً يعرفون ذلك، ونختم كما يقول إخوتنا في مصر العزيزة «ما بين البائع والشاري يفتح الله».

Email