كلنا رقباء

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقتربنا من نقطة الصفر، بل نستطيع أن نقول إننا قد أصبحنا ضمنها، فنحن ندور حول 100 إصابة بفيروس كورونا في اليوم، وهذا عدد لا يكاد يحسب مقارنة بعدد سكان الدولة.

هذه النتيجة الإيجابية نتاج جهود بذلتها كل الجهات المعنية بمواجهة الجائحة العالمية، وتحت رعاية ومتابعة القيادة المباشرة لكل خطوة وقرار وإجراء، وعلى رأس ذلك كله كانت الشفافية والمصداقية عوناً في تخفيف تداعيات انتشار الفيروس، وعلى ضوء ذلك اتخذت قرارات نستطيع أن نقول إنها مؤلمة، وتسببت في الإضرار ببعض القطاعات، ولكنها في النهاية أوصلتنا إلى النتائج التي نقف عندها اليوم، ولم نعش في حالة تخبط كما فعلت دول كبرى، ولم تترك المسؤولية بين أيدي الناس بتطبيق مقولة وسياسة «مناعة القطيع»، كنّا أرقى من ذلك، وتعاملنا مع البشر كثروة وطنية، وتركنا تلك النظرة الدونية التي تضع الإنسان في مصاف «البهائم».

ولأننا تربّعنا على عرش التصنيفات العالمية خلال الانتشار المنفلت للوباء، من حيث السيطرة، وإعداد المنشآت الضرورية للعلاج والحجر والمراقبة، وتوفير وسائل الوقاية وبكميات سمحت لنا بتزويد الدول المحتاجة، واحتلالنا قائمة المدن في إجراءات المواجهة، ومن بعدها في التلقيح، أقول لكم، نحن اليوم مطالبون بالحفاظ على ما حققناه، وبأن نتكاتف جميعاً، ولا نسمح لأحد بأن يستهتر بالإجراءات الاحترازية، ولا نتراخى في الرقابة الرسمية، بل نزيد منها، ونكون أكثر صرامة تجاهها، فهذا الذي سيحقق لنا خطوات متقدمة تمنع أية انتكاسات تعيدنا إلى الوراء، فما هو مسموح أصبح معروفاً، وما هو لا يزال مطلوباً أيضاً أصبح معروفاً، والتنفيذ لا بد أن يكون دقيقاً، وهنا يأتي دور تلك الجهات التي لم تقصر من قبل لتكمل مهامها الموكلة إليها حتى نصل فعلاً إلى نقطة الصفر، وتكون كورونا مثل أي فيروس آخر، ويكون المجتمع كله محصناً ضده ومستعداً لمواجهته.

فلنكن رقباء على أنفسنا وعلى مجتمعنا.

Email