سقوط إمبريالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحن منفتحون على العالم، نرحب بكل ضيف، سائحاً كان أو راغباً في الاستقرار للعمل أو الاستثمار، أبوابنا مفتوحة على مصراعيها، وعيوننا كذلك مفتوحة، لا تغفل، ولا تترك شاردة أو واردة من دون أن تلتفت إليها، يقظة على مدار الساعة، لتحافظ على كل الذين وثقوا بها، واختاروا أن يكونوا ضمن هذه المنظومة الأكثر أماناً في المنطقة.

الألوف من البشر تتقاطر يومياً على بلادنا، من جنسيات مختلفة، وثقافات متعددة، ويحملون تركيبات نفسية غير متساوية، ولهم خلفيات بيئية غير معلومة، وتاريخ مجهول، وسجلات في بلادهم، بعضها ليس ساراً، والغالبية محترمة، نواياهم صافية، فتختلط القلة بالأكثرية، معتقدة أنها يمكن أن تنصهر بينها، وتصبح غير مرئية، فهي تنظر إلى الانفتاح بمنظور خطأ، كما فعل ذلك الامبريالي زعيم عصابة «كامورا» الإيطالية.

زوّر هويته، وبالتأكيد غيّر ملامحه، واعتقد أنه أصبح في أمان، وعاش أياماً وهو سعيد باسم «أنطونيو روكو»، الذي لا يعرفه أحد، ولا يبحث عنه أحد، فالنشرات الدولية الصادرة عن الإنتربول تطارد «رافائيل امبريالي»، تاجر المخدرات في «نابولي» بالجنوب الإيطالي، وسارق اللوحات الفنية لأشهر الرسامين، ورافقه في الاختباء في دبي المدينة المنفتحة على العالم، أحد أفراد عصابته، وهو متهم بقتل أحد الأشخاص، وهارب من العدالة مثله، ولم ينفعه كل ذلك!

سقط من استهان بقدرات شرطة دبي وأجهزتها المتخصصة، في لحظة لم يستطع خلالها أن «يرمش بعينيه»، كانت العيون اليقظة والراصدة، والحامية لمدينتها المميزة، تضع الأغلال في يديه، وتبلغه بأنه أصبح في ضيافتها الخاصة بالمكان، الذي يجب أن يكون فيه، حتى ينظر في أمره، الذي بات محسوماً.

تلك رسالة إلى كل من يظن أنه قادر على تعكير صفو مدننا الآمنة، كان «امبريالي» ورفيقه «ماوريلو» محتواها، ومنها ينتقل مضمونها إلى الآخرين، حتى يعلموا بأننا نرحب فقط بمن كانت نواياهم وسجلاتهم سليمة، وأن سياج الأمن والأمان، الذي نفتخر به محصّن بعيون لا تغفل ولا تنام.

Email