في بلاط الصحافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يكون حديثي اليوم خاصاً، يتعلق بفئة من فئات المجتمع، وفيه انحياز، فهذا عمر عشته وما زلت بين جنبات بلاط المهنة التي اخترت طوعاً، ولو عاد بي الزمان وسألت أي الأعمال أختار لقلت الصحافة من دون تردد أو تفكير.

ولا أظن أن الحديث عن الصحافة وأهلها ليس شأناً عاماً، فالصحافة شريان من شرايين الحياة في المجتمع، إن انقطع ارتبكت قطاعات كثيرة، وإن سرت فيه الدماء انتعشت تلك القطاعات، ومناسبة هذا الحديث ما عاشه أبناء هذه المهنة يوم الخميس في ظل بيتهم الذي يجمعهم، في جمعية عمومية وانتخاب مجلس إدارة جديد بجمعية الصحفيين، ومتى ذكرت هذه الجمعية عاودني شوق وحنين لأربعة عشر عاماً في رحابها، وكم كنت سعيداً في ذلك اليوم وأنا أشاهد الأجيال تتفاعل مع بعضها بعضاً، جيل الكبار من أمثالنا، أولئك الذين كانوا شباباً حينما اختاروا طريق البحث عن المتاعب، وجيل الوسط الذي ما زال يمتلك عنفوان الشباب وحكمة «الشواب»، وجيل يسر الخاطر، هو جيل الشباب، المنطلق في هذا العالم المختصر في مهنة إن أحببتها أعطتك وإن تراخيت تجاوزتك، هكذا كنا نقول لأنفسنا حينما كنا في البدايات قبل أربعين عاماً وفوقها بضع سنوات.

في ذلك اليوم، يوم الخميس، كان الحدث بحجم المسؤولية، وكان الأداء قمة في التجانس والرقي، وللحقيقة أقول إن إدارة جمعيات النفع العام بوزارة تنمية المجتمع كانت «مايسترو» ذلك الاجتماع والانتخابات التي تلته طوال 6 ساعات عن بعد بحكم جائحة كورونا، وتمكن القائمون على التنظيم والتحكم في التقنية الحديثة من إيصال الجميع إلى النجاح في تجربتهم الأولى، وهي التجربة التي كنا متخوفين منها، ولكن الخوف زال واختفى التردد، وخرج الكل راضياً بالنتائج، من فاز ومن لم يفز كان مقتنعاً بشفافية الإجراءات، ومثنياً على مصداقية الحدث، وهذا يعكس الجو العام الذي اعتدناه في بلادنا وبتوجيه من قيادتنا.

Email