المؤامرة ليست نظرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يراد لهذه المنطقة أن تهدأ، تُزرع فيها بذور الفتنة، وتنقل من بلد إلى آخر، يختلقون أزمات من العدم، ويغذونها، بإشاعات أو بقصص محبوكة إلى درجة الإتقان، حتى نصدق بأن هناك أزمة ومشكلة وطنية في بلد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتنتقل الأحداث حتى بتنا نتوقع الشر يظهر لنا من حيث لا نحتسب.

لا يعجبهم أن يكون هناك بلد مستقر هادئ، يتحمل مشاكله ويحاول أن يتعايش معها، ويسعى نحو توفير حياة كريمة لشعبه الذي يحترم قيادته ويحبها، ويتقبل منها ما تبذله من جهد وسهر على توفير متطلباته وأمنه وسلامته.

المؤامرة على المنطقة ليست نظرية بل فعل ملموس بتداعياته ونتائجه، وكل ما حدث ويحدث نتيجة مؤامرة تحاك في مراكز صناعة القرار في بعض العواصم الكبرى، ومن خلفها عواصم دول أقل حجماً وقوة ولكنها قامت على التآمر والتحريض وشق الصفوف الوطنية حتى توفر لنفسها الاستقرار والتوسع والعبث في مقدرات الآخرين، ومثل هؤلاء ليسوا بحاجة لأن يشار إليهم بالبنان، ولسنا مضطرين إلى تسميتهم، فهم يعرفون من أوصافهم وغاياتهم.

في كل بقعة توتر، وفي كل طرف من أطراف هذه المنطقة حرب، أو اقتتال متبادل يخبو يوماً، ونشم روائح أدخنته أياماً، وترى ناره دهراً من الزمان، قد تكون عشر سنوات كما في سوريا، وقد تكون نصف قرن كما في الصحراء المغربية، أو أكثر من 70 عاماً كما في فلسطين، وقد تكون حرب قبائل أبدية كما في اليمن، وحرب مذاهب كما يراد للعراق وإيران، وحرب أطماع في الثروات كما في ليبيا، وحرب تجار مخدرات يخلقون بيئة حاضنة للإرهاب المستغل من أطراف النزاع الدولي كما في أفغانستان.

منطقة تلفها الأساطيل التي يدعي أصحابها بأنهم جاؤوا للحماية والحفاظ على الاستقرار وتأمين طرق الملاحة والثروات والطاقة العالمية، وتعجز متى شاءت عن حماية نفسها، وتفقد الرؤية في وقت الحاجة لها.

هم مستفيدون إذا توترت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي المنطقة العربية، ومستفيدون إذا اشتعلت الحروب، فمن هم هؤلاء؟!

Email