المليارات أهم من البشر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أن تبدأ الشركات الغربية في إنتاج اللقاحات المضادة لوباء كورونا بدأت في عد المليارات التي ستجنيها، في البداية استخدموا أصابع أيديهم في حساب الإيرادات، وبعدها كانت الآلات الحاسبة والكمبيوتر هي الملجأ، فالأرقام كبيرة، وأصفارها كثيرة، ولكن الصين وروسيا وقفتا في طريقها كحجر عثرة.

ومنذ البداية شكك الغرب في اللقاحات الشرقية، أظهروا عيوباً وهم لا يعرفون عنها شيئاً، وانتقدوا الاختبارات، وحذروا من استخدامها، رغم ظهور نتائج إيجابية في المرحلة التجريبية الأولى ثم الثانية والثالثة، وحركوا دولاً لمساندة ادعاءاتهم، خاصة في إنتاج المضادات المناعية، ولم ينجحوا، سبقتهم الصين في الإنتاج، وبعدها روسيا، وزودت عشرات الدول باللقاحات، وفي المقابل كان الطلب على اللقاح الغربي متواضعاً، فأعادت الحاسبات عد الواردات، فإذا بالمليارات تنقص، فاشتدت الحرب، وتدخلت الحكومات، وكان آخر التدخلات التنديد الفرنسي الصادر يوم الجمعة ضد روسيا متهمة إياها «باستخدام لقاح سبوتنيك كوسيلة دعاية ودبلوماسية عدائية».

حرب اللقاحات المفتعلة من قبل شركات الأدوية زادت من آثار الجائحة، وأصبح الإنسان ضحية لقياداته في بعض الدول، وللألاعيب السياسية التي تصل إلى حد الفساد في دول أخرى، فالآلاف مازالوا يموتون يومياً في أنحاء العالم، وهذا استغلال يفتقد إلى كل معايير «الشرف والأمانة»، ويقدم صورة قاتمة لدول الغرب التي مازالت تعيش على «مآسي البشرية»!

التطعيم الصيني أثبت فعالية عالية، والشركة المصنعة لم تتلاعب بالمعايير التي أعلنتها منذ البداية، أما الشركات الغربية فقد غيرت معاييرها عدة مرات، سواء معيار درجة الحرارة للحفاظ على اللقاح، أو معيار الفترة الفاصلة ما بين جرعتي اللقاح، فالأسابيع الثلاثة تغيرت بحسب الكميات المنتجة إلى ثلاثة شهور، وكاد كثيرون أن يفقدوا الثقة بكل التلقيحات المتوفرة حالياً، وهذا ما تؤكده نسبة الإقبال الضعيفة في بعض الدول.

Email