كلنا ثقة بكم

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم، وبالأكثر يوم غد، سيصل عدد الذين تلقوا لقاح «كوفيد 19» إلى مليوني شخص داخل دولة الإمارات، وهذا إنجاز يحق لنا أن نفتخر به، فهو دليل على أن الناس عندنا يثقون في حكومتنا بشكل عملي، وليس بناء على إحصاءات واستبيانات لمؤسسات أجنبية فقط.

في بعض الأحيان تدور في رؤوسنا تساؤلات، نتردد في طرحها، ولكننا نسرّ بها في نقاشاتنا الخاصة، ليس خوفاً، بل اقتناعاً بأن الجهات المعنية، وخاصة اللجان العليا للطوارئ والأزمات، تكون قد تساءلت قبلنا، وناقشت أسباب ما يثير قلقنا، ووضعت حلولاً عاجلة لها، وهذا بالتحديد ما جعل الناس يثقون في كل ما تقوله تلك الجهات، وما تفعله من أجل كل من يقيم على هذه الأرض، ومن يذهب إلى مركز تلقي اللقاحات في أي مكان، سيتعرف عن قرب إلى تلك العلاقة الوثيقة التي تربط الناس بالحكومة، فنحن ومع كل قرار بإضافة مراكز جديدة لتلقي اللقاح نعتقد أن الطوابير ستتقلص، ومدة الانتظار ستقل، ولكن العكس هو ما يحدث، فالطوابير أصبحت أطول والمراجعات بحاجة إلى وقت أكبر، ولكن أحداً لا يعود إلى بيته دون تلقيح.

بعد إعلان شؤون المجالس بديوان ولي عهد أبوظبي، قائمة المجالس التي ستقدم اللقاح، وهي خطوة كان الهدف منها التخفيف من معاناة الناس، ارتفعت نسبة الراغبين في تلقي اللقاح، فالذي يحدث عندنا أن الدولة تضع صحة المجتمع والناس في المقام الأول على جدول أولوياتها، وبسلاسة تحسد عليها، ودون ضجيج دعائي، تم توفير اللقاح الذي يعتقد بأنه سيخفف من آثار الجائحة التي ضربت العالم دون أن يكون هناك ما يقف في وجهها لفترة قاربت العام، ودون تعقيدات أو مواعيد، وبالمجان يحصل كل شخص أياً كانت جنسيته أو جنسه على حقه في الحماية بفضل نظرة تظهر المعدن الأصيل لقيادة هذه الدولة.

المهم أنني حاولت يوم الخميس الفائت أن أجد مركزاً دون ازدحام، فذهبت إلى المجالس في الضواحي وصدمت من الأعداد المنتظرة، فعدت أدراجي، رغم علمي بأنني من «الفئة الذهبية» التي تسمى بكبار المواطنين، ولي حق تجاوز الطوابير بمساعدة الكادر الطبي في المراكز، أقول لكم، رغم ذلك فضلت أن يحصل على التلقيح عامل يقف في طابور الانتظار منذ ساعتين أو أكثر.

Email