متفائلون

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحن قوم متفائلون بطبعنا، لا نتوقف كثيراً أمام المعوقات والحواجز الوهمية التي تظهر فجأة، ولا نخضع لحسابات يضعها غيرنا، نحن من يحسب ويقيم ويخطط وينفذ فإن تعثرنا مرة نجحنا عشرات المرات، نتعلم من الكبوة كما نتعلم من الإنجاز، هنا درس وهناك دروس، ولم نعرف الجمود متفاخرين بما أنجز ذات يوم، بل نجعل خيوط الفرح متصلة تجمع إنجازاً على إنجاز لتراكم ريادة غير مسبوقة.

هذه نعمة من الله جل وعلا شأنه، اكتسبناها من رؤية رجال نذروا أنفسهم لأجل رفعة هذا الوطن وعزة شعبه، ومن عرف زايد، طيب الله ثراه، عن قرب، من جالسه ورآه وسمعه، لن يحتاج إلى تفسير أسباب هذا التفاؤل الذي يملأ قلوبنا وعقولنا، رجل واحد غيّر وجه الأرض، وبدل مفاهيم القيادة، ووضع أسس حكم بني على المحبة والتواصل، ونشر ثقافة العطاء، ونكران الذات وعيش حياة مملوءة بالفرح والاعتزاز.

جاء زايد برؤيته وأحلامه، ولم يأتِ من أجل حكم وسلطة، فهو شيخ ابن شيخ، يملك الصفتين وليس بحاجة إلى المزيد، هو قبِل التحدي وسار في اتجاه يهابه كثيرون، وخط لنفسه طريقاً لم يسلكه أحد من قبله، لله درّه، كان هبة من الخالق المدبر للأمور، يده مباركة، وكلمته تنزل على الأرض لتحييها وتحيلها من جرداء إلى تحفة بشرية تسرُّ الناظرين وترفع من شأن ناسه. منه، من زايد الأب والقائد الباني، تعلمنا أن نكون متفائلين، فقد اعتدنا أن ننتظر الغد لأنه سيكون أجمل من اليوم، ومددنا بصرنا نحو المستقبل دون أن ننسى حاضرنا وماضينا، حتى لا ننسى كيف كنا، ولماذا وصلنا لما وصلنا إليه، وفقط زايد في أعماق نفوسنا ومنظورنا لما حولنا يبقى نبراس ذلك المستقبل، إنه حاضر بيننا ولا يحسب على الماضي. متفائلون؟ نعم، رغم أننا ما زلنا نعيش تداعيات جائحة لا ترحم، فهي آخر الدروس التي نتعلمها في مدرسة شيوخنا عندما نسمع محمد بن راشد، ونتلمس إنجازات محمد بن زايد، ونشاهد جولات سلطان بن محمد، وكيف لا نتفاءل ونحن نعيش نعمة وجود من يحبوننا.

Email