منهج القطعان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأسس فكر الإخوان على الإرهاب، وقد حفل تاريخهم بشواهد تثبت ذلك منذ بداية انطلاقتهم في عام 1928 وحتى اليوم، وقبل وبعد مقتل مؤسسهم حسن البنا، وإعدام منظّرهم سيد قطب، في كل الفترات التي أحسوا فيها بالقوة استخدموا العنف والإرهاب، ولا يمانعون من وضع أيديهم في أيدي الأعداء، سواء كانوا أعداء لدينهم أو لوطنهم، لا فرق لديهم، ولا حرج عليهم، فهم يطلبون تمكيناً من بلاد المسلمين، ولا تقف الوسيلة عائقاً أمامهم، فالدين عندهم ستار يخفون خلفه حقيقتهم، والوطن وثيقة سفر ونقطة انطلاق، والولاء لأمراء لا يعرفون عنهم شيئاً، فقط التراتبية المفروضة عليهم حسب المنهج الذي وضعه البنا ومن جاؤوا بعده هي التي تسيرهم مثل القطعان.

لم يخض الإخوان في يوم من الأيام نقاشاً فكرياً مع الذين يخالفونهم الرأي، وبالتأكيد هم لم يطرحوا فكرهم أو معتقدهم في جلسات حوارية أو مؤتمرات أمام جمهور عام، فقد انتهجوا العقيدة الباطنية، فقابلوا الناس بوجوه، وخططوا في السر للمؤامرات المبنية على الحقد الأسود الدفين في قلوبهم، كل تحركاتهم سرية، وكل مؤتمراتهم سرية، وكل قراراتهم سرية، وحتى تحالفاتهم سرية، مع دول أو أجهزة أمنية أجنبية أو تكتلات حزبية، ولا يترددون في الإضرار بمجتمعاتهم ليضعفوها كما فعل إخوان اليمن ومازالوا يفعلون، أسقطوا الدولة وتركوها لأتباع إيران حتى يصفوا الآخرين، وعندما بدأت انتصارات الشرعية عادوا وطالبوا بالشراكة، وعرقلوا إعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق المحررة، وخانوا الجميع مع قطر، حيث لجأ إليها قادة تنظيمهم الدولي، ومثلهم يفعل راشد الغنوشي في تونس، فهو مصر على إفشال الدولة، رغم أنه شريك في الحكم، يريدها أن تعود إلى الفوضى حتى تنتعش حركته، إنهم مثل الدود يعيشون في الأوحال والقاذورات، ويعتقدون بأنها البيئة التي تحقق لهم التكاثر والسيطرة.

وفي السنوات الأخيرة ركز تنظيم الإخوان مخططاته في دول جديدة لم تعتد عليهم، خاصة بعد أن سقط حكمهم المنشود في مصر، وخسر النهضة الأغلبية في تونس، وانكشفوا في ليبيا وسوريا واليمن، وقضي عليهم في أغلب دول الخليج، وكانت موريتانيا إحدى المحطات الجديدة، وكشف أعضاء التنظيم عن أنفسهم بعد أن تسللوا إلى كثير من المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، وأسسوا مراكز ومدارس وجامعات، ودارت الأموال المرسلة من الخارج، واعتقدوا بأنهم وجدوا قاعدة بديلة في أقصى المغرب، ولكن اللطمة التي وجهتها الدولة لهم في الأسبوع الماضي كانت قوية.

Email