الذين نسوا أنفسهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل الذي نسمعه من قادة إيران هذه الأيام مجرد جعجعة خائف يرتجف من الذي يلوح في الأفق، هي «حلاوة الروح» ليس أكثر.

مضيق هرمز لا تملكه إيران، ولا تتحكم فيه إيران، ولن تعبث به إيران، حتى لو زرعوا حرسهم الثوري الإرهابي كله في مدخل المضيق سيبتلعهم ويلفظهم نحو المحيط الهندي جثثاً، وسفنهم ستستقبلها «غبة سلامة» بكل ترحاب لتستقر في قاعها وتتحول إلى «مرتع» للأسماك والشعب المرجانية وطفيليات البحر.

ويبدو أن «قاسم سليماني» قد نسي نفسه وصدق بأنه محرك للأحداث في المنطقة كلها، وهو يعلم، ونظامه كذلك، بأن الكبار تركوه يلعب في فترة معينة، وأنه لم يتحرك حركة واحدة، ولم يتقدم خطوة واحدة، في العراق وسوريا واليمن، دون علمهم، ومتى أرادوه لن يكلفهم أكثر من قيمة رصاصة أو قذيفة، هو صنيعة لأغراض انتهى مفعولها، صدام سقط، والعراق تاه في صراع عرقي ومذهبي، وسوريا تمزقت، وروسيا جرت إلى مستنقع لن تخرج منه قبل أن تدفع ثمناً غالياً، وحزب نصر الله أصبح صيداً سهلاً، ونظامه، نظام الملالي التوسعيين يتلقى الضربات الموجعة كل يوم، ليهزم في الخارج وينقلب عليه الداخل، وتعلق العمائم على أعمدة الشوارع.

مئات الرسائل وصلت إلى الإيرانيين بعد 2011 وتدخلها في البحرين وتهديدها لدول الجوار الأخرى، قيل لها إن الخليج اليوم ليس خليج 1970، وإيران اليوم ليست إيران المتفردة بالقوة في المنطقة، وأن كل شيء قابل للنقاش إلا أمن وسلامة بلادنا العربية، وأن الجيرة لها شروط، والعداء تستتبعه استحقاقات، ولم يسمعوا نداء العقل، وغرتهم ارتباطات مشبوهة هنا وهناك، واندفعوا خلف تحالفات سرية وعلنية مع شياطين الأرض، وظنوا أن «أوباما» سيدوم لهم، فذهبوا إلى حيث لا يعلمون.

رئيسهم حسن روحاني أعلن عن خيبة أمله من الموقف الأوروبي، وكان ذلك خلال اتصال هاتفي مع أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا، وبعد انتهاء جولته في بعض دول أوروبا. وغداً سيخيب رجاء «جعفري» ومعه «سليماني» من الأوهام التي يعيشان فيها مع حرسهم الثوري، ولن يتوقف تصدير النفط من المنطقة، ولن يمس مضيق هرمز، ولن يبتعد ذلك الحرس عن شواطئ إيران، وستطبق الإجراءات الاقتصادية ضدهم، ولن تخرج ناقلة نفط من موانئهم، فإن لعبوا بالنار اشتعلت فيهم قبل أن تصل إلى غيرهم، ولن تصل بإذن الله أبداً.

Email