صفر + صفر

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أوروبا وجه الرئيس الإيراني روحاني رسالة تهديد، فأوضح أسباب زيارته لدول عدة في هذا التوقيت.

كان غالبية المتابعين للشأن الإيراني يعتقدون أن نظام الملالي كلف الرئيس بمهمة تدارك المقاطعة التي أعلنها الرئيس الأميركي ترامب، وتوقع البعض أن تكون هناك تنازلات في ما يخص السلوك الإيراني في المنطقة وتدخلاتها في الشأن الداخلي لدول الجوار، تجنباً لبدء المرحلة الجديدة من العقوبات والتي تشمل النفط، كما ذهب البعض الآخر إلى قيام أوروبا بدور الوسيط وإنهاء التوتر بعد شروط ترامب الاثني عشر.

وفي الجانب الآخر، أي الجانب الإيراني، كان التفسير للجولة الأوروبية التي بدأت بسويسرا إنها محاولة لاختراق العقوبات و«إسالة لعاب» الأوروبيين بعرض صفقات طائرات واستثمارات بأرقام كبيرة مقابل عدم الخضوع للإجراءات الأميركية.

قد يكون كل ذلك صحيحاً، فمن اعتاد على عقد الصفقات السرية ودفع الرشاوى والتصرف بعيداً عن الأخلاق والضمير، مثل هذا لا يستبعد أن يقوم بأي شيء حماية لنظامه والدور الذي يعتقد بأنه مكلف به في المنطقة، والواضح أن روحاني سمع عكس ما يحب من السويسريين، وتأكد بأنه سيسمع الردود نفسها من كل الأوروبيين، ففي النهاية أوروبا لا تملك هامشاً متسعاً تتحرك خلاله بعيداً عن الولايات المتحدة، سواء أحب قادتها دونالد ترامب أو كرهوه، فأمنهم واستقرارهم مرتبط بالضفة الغربية للمحيط الأطلسي، ولن يضحوا بحضارتهم من أجل بضعة مليارات إيرانية، ومصالحهم وتحالفاتهم في المنطقة تصب لصالح دول الخليج وامتدادها العربي، وإن كانوا قد انتقدوا إلغاء ترامب للاتفاق النووي مع طهران، فمرد ذلك فقط الخوف من تأثر هذه المنطقة الحيوية بحالة التوتر التي قد تنتج عن قرار إلغاء الاتفاق.

وهنا كشف روحاني عن وجهه الحقيقي، وخلع عباءة وعمامة رجل الدين والرئيس لينطق بقول «البلطجية».

روحاني يهدد بتعطيل شحنات النفط من الدول المجاورة إذا مضت واشنطن قدماً في سعيها لدفع جميع الدول إلى وقف مشترياتها من النفط الإيراني، وهذا منطق الضعيف، فاقد الحكمة في تصريف أموره، والمستهتر بغيره، فالنفط لن يتوقف، ودول الجوار تعرف كيف تحمي نفسها، وتملك كافة الإمكانات لحماية شحنات نفطها، والعالم كله لن يسمح لإيران باللعب في حدود الجيران، وبدلاً من أن يكون تصديرهم للنفط صفراً كما قال ترامب ستكون بلادهم صفراً إن تهوروا.

Email