طوق النجاة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأكد العالم بأن دول التحالف لم تذهب إلى الحرب في اليمن من أجل الحرب؛ فالحديدة شاهدة على ذلك، والمبعوث الأممي يمسك بآخر الأوراق وهو معتمد على كلمة شرف من الشرفاء.

لقد ذهبنا إلى اليمن لنحمي أهله من عبث الإيرانيين، ولنحافظ على أمن واستقرار المنطقة التي نعيش فيها، نداء الواجب هو الذي سمعته قيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، كان الصوت عالياً، وكانت الأمانة تحتم التحرك؛ فقد كشف الأعداء عن نياتهم بعد أن رفضوا الاحتكام إلى العقل، ذهبنا إلى اليمن لنعيده إلى مكانه الطبيعي وليس للاقتتال والتضحية بالأغلبية لدحر الأقلية، ولم تستعجل دول التحالف النصر، فلو كان ذلك هدفاً لحققته قواتنا في بضعة أشهر، ولكان اليمن دون حوثي وأتباع لإيران، ولكنها اتبعت قواعد لم يطبقها أحد من قبل؛ فالحروب تنتشر، والتدمير نراه رأي العين، ويكفينا ما نراه في سوريا، ولم يحاسب أحد على تجاوزاته، ونحن أيضاً لا نخاف من محاسبة أحد، كان ولايزال خوفنا على إخوتنا من أبناء الشعب اليمني، أولئك الذين أسرهم الحوثي، وليس مقبولاً أن نكون سبباً في معاناتهم، لهذا طالت الحرب، وزادت تكاليفها، ولم يضعف موقفنا، بل زاد صلابة، ولم يعد في يد الحوثي الكثير، هي فقط نسبة ضئيلة من الأراضي والجبال ومدينتين.

من انتظر ثلاث سنوات سينتظر أسبوعاً أو شهراً، وما دام المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة يتحدث عن موافقة حوثية على التفاوض حول الحديدة تتوقف معركة الحديدة الفاصلة، من أجل سلامة الناس، وللحفاظ على البنية التحتية، يتأجل تحرير الميناء والمدينة إلى حين، حتى لا تكون هناك ملامة، وحتى يسجل التاريخ أن دول التحالف والشرعية اليمنية خاضت حرباً نزيهة ضد فئة استغلت ظروفاً سياسية وسرقت وطناً من أهله، وقبلت بأن تكون ذراع بطش إرضاء لأجنبي له أهداف توسعية في المنطقة كلها.

دول التحالف لا تبحث عن الدعاية الرخيصة، فهي ليست بحاجة إليها، المتأزمون التائهون المتمسكون بشعارات المظلومية هم الذين يعيشون في ظلام دعاياتهم الكاذبة، دولنا لا تشعر بالنقص ولا تعيش حالة اضطهاد نفسية، فأوقفنا تحرير الحديدة وهي قاب قوسين أو أدنى، رغم أن العيد كان يبشر بذلك التحرير، ومنح الوسيط فرصة تقديم طوق نجاة لهم، ولن يبقى أمامهم غير نتيجة واحدة وهي الخروج الآمن لميليشيا الحوثي وكل من يتبعها، وتسليم الحديدة إلى الحكومة الشرعية، ثم التفاوض على إنهاء الحرب بتنفيذ الاتفاقات السابقة، وعلى رأسها الخروج من صنعاء وتسليم السلاح.

Email