من أهل العزم تأتي العزائم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتبلور قيادة الأمة العربية يوماً بعد يوم في ظل الأتربة التي تثيرها الأزمات، فنحن ومنذ عام 2011 نعيش في حالة من الفوضى والتشابك لا يحسدنا عليها العدو، ولولا حكمة قادة بعض الدول لعمّ الخراب كل الأمة، كما ساهم وعي بعض الشعوب العربية في الحفاظ على دولهم.

وتبرز قيادة دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية على رأس المواجهة الصارمة لمخططات التدمير التي عشناها عربياً طوال سبع سنوات، منذ لحظة التصدي للمؤامرة الإيرانية ضد البحرين، وحسم الأمور بإرسال قوات عسكرية لإنهاء العبث المنظم من أتباع الملالي، واستعادة الأمن والاستقرار، وكانت تلك القوات من السعودية والإمارات فقط، وقد كانت تلك الرسالة الأولى الموجهة للآخرين بكل أشكالهم، ولم تفهم الرسالة جيداً، فلحقت بها رسالة أخرى وجّهت للخوارج من الجماعات الإرهابية المنحرفة، واتضحت في أحداث مصر، الدولة الكبرى وقلب الأمة العربية، والتي أراد الإخوان الخونة أن يحيلوها إلى دولة فاشلة حتى يمرروا مخططات الهيمنة والتقسيم والتوطين، وأفشلت أحلام الإخوان ومن خلفهم، وحفظت مصر القوية بجيشها وشعبها، وساندتها الدولتان حتى خرجت من أزمتها الاقتصادية وتعافت من الإرهاب، ثم كانت هناك وقفات لإفشال مشروع الدولة الكاذبة التي نشرت في ثلث أراضي العراق وسوريا برعاية الراغبين في تدمير الأمة، وكان دور الإمارات والسعودية في التحالف الدولي لمواجهة «داعش» محورياً، ولم يسكت الأعداء، بل ذهبوا إلى اليمن فكانت عاصفة الحزم رداً أذهل الجميع، وكان ولايزال التصدي لأتباع إيران بقيادة الدولتين الشقيقتين السعودية والإمارات، وتبع كل ذلك خضوع الجار لحلف خفي يجمع الإخوان والإيرانيين فكان «قرار الحسم» علاجاً لنظام متآمر في قطر.

إن اجتماع الإمارات والسعودية على قلب رجل واحد، كانت اللحظة الفارقة في وجود هذه الأمة وحمايتها، ومنها نبتت فكرة التكامل وتأطير العلاقة الراسخة لتقديم النموذج الحي لمرحلة مقبلة أكثر اتساعاً وشمولاً، ومن يقرأ «استراتيجية العزم» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان آل سعود، سيعرف أن الحدود تزول في لحظة، وأن النوايا الصادقة تحقق المعجزات وتتجاوز المؤامرات، وأن أيادي الخير تبني وتصد في الوقت ذاته.

Email