الطريق إلى الجحيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

وضعت إيران نفسها في موقف صعب، فهي أمام خيارين أحلاهما مر بالنسبة للخامنئي ومن معه من ملالي «قم»، والتابعين من الإرهابيين المتمذهبين.

لعبة الاتفاق النووي انتهت، والمكاسب اللاحقة لذلك الاتفاق يجب أن تتوقف، فهذا النظام الجاهل اعتقد أنه حصل على صك مفتوح يعبث من خلاله بأمن المنطقة ويتوسع كما يحلو له، فدفع بمليارات أوباما، «الله لا يعيد أيامه»، وسخر المرتزقة ليرتكبوا أبشع الجرائم ضد الإنسانية في سوريا والموصل العراقية، وتاجر بأرواح اليمنيين باسم عقيدة خادعة كاذبة مزورة وحاقدة، فأشعل حروباً سلاحها إيراني ووقودها لبناني وأفغاني وباكستاني غرر بهم، ولم يسمع نداءات السلام وحسن الجوار التي وجهت إليه، ولم يستفد من درس اليمن، لم تصله الرسالة، أو هو ترجمها كما يترجم عقيدته، ويؤولها كما يحلو له أن يؤول التاريخ والشرع والدين، هو لم يرد أن يفهم، خامنئي مازال يعتقد أنه يمكن أن يكون إمبراطوراً، وأن يحكم أرضاً لم تخضع لقوميته أو مذهبيته يوماً، وقد قيل له بأن هذه الأرض متسامحة، الكل يعيش فيها بأمن وسلام، وتجتمع فيها كل المذاهب على المحبة، ولم يفهم، وواصل بث الشقاق بوساطة ضعاف النفوس وعبيد المال، وظن أن القلة الخائنة ستغلب الكثرة الشريفة بحق.

العالم الحر كله وجه النصائح لنظام الملالي، ولكن الولي غير الفقيه حسبها بالخطأ، حتى إن قائد حرسه الثوري وقائد بحريته ومستشاره للأمن القومي والخطيب الذي ينوب عنه يوم الجمعة، كل هؤلاء هددوا العالم كله، فإذا بالعالم يجد نفسه أمام خيارين، إما السكوت على كل التجاوزات لتعيث إيران فساداً ضد البلاد والعباد، وإما أن يرسم لها خطاً أحمر جديداً لا تتجاوزه، فالمراهقة السياسية عندما تكون مدعومة بالمال والسلاح تشكل خطراً على الكون، ومنح الخامنئي عدة أشهر ليتخذ قراره، وحدد له رئيس الولايات المتحدة الأميركية يوم 12 مايو موعداً لإعلان الموقف من الاتفاق النووي، ولم يستغل الفرصة، لم يستشر العقلاء رغم شكّنا في وجودهم بين أفراد الدائرة المحيطة به، حتى جاءت الطامة الكبرى، وتكشفت الأسرار المتكتم عليها، ليس من «نتانياهو» الذي أراد أن يكسب السبق من إعلان الخبر، بل من الولايات المتحدة، ولا أظن أن ترامب سينتظر حتى الموعد المحدد بعد عشرة أيام، فالمعلومات تتوالى حول البرنامج النووي السري في طهران، والخديعة التي تعرضت لها الدول الكبرى الضامنة للاتفاق السابق، ولهذا أقول لكم، إن إيران اليوم تقف على مفترق طرق ومعها المنطقة والعالم كله، ولم يعد أمام الخامنئي غير الاختيار، فإما التعقل والتخلي عن الأوهام، وإما الجحيم.

Email