«المجرمون كثر.. والخاسر واحد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

توعد المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة كل الذين ارتكبوا الجرائم في الغوطة الشرقية بسوريا أو قال إنهم لن يفلتوا من العقاب.

وهم يستحقون، ففي الغوطة ارتكبت أبشع الجرائم في الإنسانية، والكل يشهد بذلك، حتى الذين تلوثت أيديهم بالدماء، إنهم لا ينكرون ولكنهم يبررون، من يقصفون الغوطة بالقذائف والصواريخ، ومن يطلقون من الغوطة القذائف والصواريخ تجاه دمشق، من يدعي الشرعية، ومن ينتهج الفكر الإرهابي، وما بينهما من قوى استعمارية تمزق بلداً كان آمناً لتحقق مصالح على الأرض المحروقة.

ونعود إلى المفوض السامي، صاحب المنصب الذي يفترض أنه قدم لوائح وقوائم بأسماء المجرمين، قبل عدة سنوات، فهذه حرب قد طالت، وما الغوطة إلا آخر مراحلها، منذ سبع سنوات تنتهك حقوق الإنسان يومياً، والكل يلف حول نفسه، ذهبوا إلى جنيف ثم تدخل الطامعون فوجهوا الجميع نحو «أستانه» ومن بعدها «سوتشي»، هذا يبيع وذاك يشتري، والموت يفرض نفسه على الأبرياء، والأمم المتحدة صامته، والمفوض السامي لا يتحدث، احتاج إلى 2500 يوم حتى يقول إنه يعد ملفاً لرفعه إلى محكمة العدل الدولية، وهو يعلم بأن هذا الملف لن يصل إلى «لاهاي» حيث مقر المحكمة، فالإجراءات تتطلب أن يمر على مجلس الأمن الدولي، مجلس «الفيتو»، حيث تموت مشاريع القرارات ومعها النوايا، فهناك يتواجد المجرم الذي يسيطر على تحركات وسائل القتل في سوريا كلها وليس في الغوطة فقط، واليد التي يقطر منها الدم هي نفسها التي ستُرفع لتعترض في مبنى الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، وسيدفن ملف المفوض السامي كما دفن المئات من ملفات حقوق الإنسان في الحياة والكرامة والأمان.

في سوريا تجتمع كل قوى البغي لتقتل الإنسانية، دول كبرى وجيران وتنظيمات إرهابية ونظام، فهناك «عفرين» أيضاً بحاجة إلى ملف ومحاكمات دولية، ومن قبلها هناك حلب وما شابهها من المدن، وقد أفلت المجرمون لأنهم محميون بشريعة الغاب التي تسمى بأسماء حديثة في ردهات المباني الفاخرة.

المجرمون كثر، والخاسر واحد، والضحية واحدة، سوريا هي الخاسرة، الشعب السوري هو الضحية.

myousef_1@yahoo.com

Email