ثورة الإرهاب والدمار «4»

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحاول أن نتخيل وضع المنطقة لو أن ثورة 1979 الإيرانية كانت عاقلة، وبالأحرى، لو أن تلك الثورة لم تقتل أو تسجن أو تشرد عقلاءها، كيف كنا سنكون في البلاد العربية كلها، وبالأخص منطقة الخليج والعراق؟، وكيف ستكون إيران نفسها؟.

أربعة عقود تكاد تمر على تلك الثورة، وإيران لا تزال تلعب بالنار، لم يكفها ما وصل إليه حال شعبها، ولم تتعظ من الوضع الذي يعيشه العراق بسببها، قادتها يزرعون الشر في كل مكان، دولة بعد دولة عربية تدمر، وهم سعداء بإنجازاتهم، سعداء وهم يحصون عدد الذين يموتون، ويفرحون مع تدمير كل مدينة، وبعد كل الذي يفعلونه، يعودون إلى ثقافتهم، ويشيعون أنهم مستهدفون، وأنهم يواجهون مخططات للقضاء عليهم، ويطلقون الأكاذيب، ويديرون حملات إعلامية منظمة، ليلصقوا أفعالهم بغيرهم، والجهلة من النخب الحزبية والمذهبية ينجرون خلفهم مثل البهائم، ويصدقونهم.

إيران تلاعبت بمواسم الحج سنوات، والسعودية لم يسجل عليها أي تصرف ضد إيران، إيران تهدد دول الخليج كل يوم بقواتها وصواريخها وحرسها الثوري وسفنها الحربية، ولم يصدر عن دول الخليج تهديد واحد تجاه إيران، إيران تمول الأحزاب المذهبية، وترسل السلاح للفئات الخارجة على الدولة في عدة دول، ولم يحدث أن كشفت إيران قطعة سلاح أرسلتها الدول العربية إلى القوميات المضطهدة هناك، في إيران، تصدر تصريحات وخطب جمعة رسمية، وبيانات عسكرية تتطاول على بعض الدول الخليجية، ولم نسمع يوماً مسؤولاً خليجياً يستخدم كلمة نابية ضد إيران.

ما لم تفهمه إيران بملاليها ووليها الفقيه، أن عصور الهيمنة قد ولت منذ زمن بعيد، وأن الإمبراطوريات أصبحت في ذمة التاريخ، أما التلحف برداء الدين والمذهب وحب آل البيت، لتغطية الأطماع القومية، فلن يطول، وستخرج إيران من سوريا والعراق واليمن، وهي تجر أذيال الهزيمة والخيبة، هذه أمة العرب، حيث نزول القرآن، وانطلاق الرسالة، ولغة الإسلام، ومنبت المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وانتماء آل البيت عليهم السلام، سيفيق من غيبتهم الأكاذيب، ومن سيطر عليهم الجهل، وستكون النهاية، نهاية حفنة دمرت بلادها وبلاد المسلمين، عبر ما سمي بثورة إسلامية، لم تجد غير الإرهاب سلاحاً، والدمار للأمة وسيلة.

Email