قديماً قالوا إن الفوز له ألف أب، وللهزيمة أب واحد، وعندما تلقى الوصل خسارته بالأربعة من الوحدة انعكست آية هذه المقولة، وأصبحت الهزيمة وكأن لها ألف أب، من كثرة ما فرح بها وهلل لها البعض، وعلى الرغم من ذلك، فهو لم يكن موقفاً عدائياً، قدر ما كان حباً لتجدد المنافسة واشتعال الموقف وبلوغ قدر من الإثارة تقضي على المياه الراكدة التي أرادها الوصل عندما غرد وحيداً هذا الموسم.

وهنا أرى بعض الحقائق تعالوا نتصفحها معاً:

أولاً: إن الوصل خسر مباراة ولم يخسر بطولة، فلا يزال لديه فارق يبلغ 6 نقاط كاملة خلال 4 جولات مقبلة فقط، وهو فارق يحميه، فمن يتصور تجدد خسائره، وهو الذي لم يخسر سوى مرة واحدة طوال الرحلة، فهذا نوع من التمني أكثر منه إنصافاً.

ثانياً: إن هذه الكلمات لا تعني الميل ناحية الوصل، قدر ما تعني الإنصاف، فهو لم يخسر بطولة، وما زال يتصدر المشهد برصيد وافر، وكل فرق العالم كبيرها وصغيرها يخسر فجأة.

ثالثاً: أتحدث بالطبع عن الدوري ولا أتحدث عن نهائي الكأس، فهذه بطولة أخرى، للفريقين فيها معاً، النصراوي والوصلاوي، كل التقدير والاحترام وكل الحياد، ونتمنى لهما كل التوفيق، ولتذهب أغلى الكؤوس إلى الفريق الأفضل الذي يستحقها.

رابعاً: شباب الأهلي ليس طرفاً فيما أطرحه الآن، والأمر المؤكد أن طموحه كمنافس وحيد على اللقب طموح مشروع، فهذا حقه، وإذا وأتته الفرصة واستغلها فسنكون أول المهنئين.

آخر الكلام:

من البديهي ألا ننسى الإشادة بفريق الوحدة، فهو فقط لم ينقذ موسمه ببطولة كأس المحترفين، والمركز الثالث في قائمة الدوري، بل نجح في خطف كل الأضواء، وفعل ما لم يقدر عليه الآخرون، وأعلن مبكراً عن قدراته للموسم الجديد.