«بطولتنا سلامتكم»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي مبادرة إنسانية ودالة ومعبرة جاءت من أبناء الإمارات لأنها تشبههم، جاءت من اتحاد كرة القدم، حديث العهد، الذي شاءت الأقدار، بهذه الأحداث التي تمر بها الدنيا، أن يتمهل ويتدبر ويتأمل ويفكر، قبل أن يبدأ، فها هو بعد أن شكل لجانه العاملة بكثير من الـتأني والتدقيق، وأسعدنا باختياراته وعودة شخصيات كنا نحسبها قد ابتعدت.

فإذا بها تقترب، نعم، أتحدث على سبيل المثال وليس الحصر، عن عودة المونديالي التاريخي على بوجسيم مستشاراً للجنة التحكيم، وعودة لاعب القرن عدنان الطلياني، ونخبة من رفاقه، إلى لجنة المنتخبات، إلى جانب الإداري المخضرم محمد عبيد حماد مستشاراً، أقول بعد هذه الاختيارات، التي أسعدتنا وأراحتنا، يطلق اتحاد الكرة منذ ساعات قليلة، مبادرة «بطولتنا سلامتكم»، في إشارة قاطعة إلى أن سلامة كل أبناء البلد، بما فيهم الرياضيون، تأتي في المقام الأول قبل البطولات، وقبل الألقاب والمنصات.

وهكذا يسير اتحاد الكرة على نهج الدولة، التي تسير بخطى محسوبة، من أجل السيطرة على الموقف، وكبح جماح الوباء العالمي المستجد، ولم تدخر جهداً حتى إنها عقمت البشر والحجر، واتخذت كل ما من شأنه، أن يحافظ على سلامة وأمن وطمأنينة، كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، من أبنائها ومن المقيمين على حد سواء.

اتحاد الكرة وهو يطلق هذه المبادرة، التي نالت كل الاستحسان، كأنه أراد أن يهمس في أذن بعض المتعجلين، الذين يريدون معرفة مصير البطولات الكروية، وبطولة دوري المحترفين تحديداً، التي تعلقت مبارياتها قبل أن تنتهي بـ7 جولات، وهل سيستمر التأجيل؟ أم أن هناك قراراً سيصدر بالإلغاء، نعم، كأن الاتحاد يقول بلطف ومحبة لهؤلاء «أمر البطولات والأبطال لا يعنينا الآن، ففي مثل هذه الظروف سلامتكم هي بطولتنا»، صح لسانك.

Email