الهلال «قمر 14»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم أرَ فريقاً آسيوياً في السنوات الأخيرة، يفوز ببطولة بمثل هذا المشهد، نعم لم أرَ لقباَ قارياَ يأتي بكل هذه الجدارة، وهذا المزج بين روعة الأداء وتحقيق النتيجة!

أتحدث عن الهلال السعودي، الذي أعلن عن نفسه بطلاً لآسيا، بعد أن تغلب على الفريق الياباني أوراوا، ذهاباً بهدف، وإياباً بهدفين، على أرض المنافس وبين جماهيره الغفيرة، التي قاربت على الـ 80 ألف متفرج!

أتحدث عن الهلال، الذي كان أكثر تحدياً وشراسة ورغبة في اليابان، وكان فاعلاً وممتعاً، لدرجة أنك تظن أنه فريق قادم من الدوري الإنجليزي، وليس من الدوري السعودي!

الهلال الذي يلقب بالزعيم، يشعرك أنه بالفعل كذلك، فالمسألة ليست مجرد كلمات وهبات، بل هو فعل دال، فنادي القرن الآسيوي، أخذ شرعيته من النتائج والألقاب التي لم يحققها غيره.

اللقب الآسيوي الأخير هو الثالث، وهو الأغلى، لأنه جاء بعد توقف دام 19 سنة، ولأنه كان بمثابة رد اعتبار، من نفس الفريق الذي حرم الهلال من اللقب في نهائي 2017. اللقب الأخير هو الأغلى، لأنه تحقق بأداء لافت، لدرجة أن الفريق الياباني بكل قوته وانضباطه، لم يستطع- في الشوط الثاني تحديداً- من الأمر شيئاً، وكأنه كان مثلنا، راح يستمتع بكرة القدم الجميلة الفعالة مهارياً وتكتيكياً، التي يقدمها منافسه.

لقد شعرت بعد مباراة الذهاب في الرياض، أن اللقب ذاهب لا محالة لمن أراده، ليس فقط بسبب التفوق، بل بسبب حالة غمرت المملكة التي توحدت بصورة لم تحدث من قبل خلف ممثل الوطن، إعلامياً وجماهيرياً .

حقاً، لقد كان شعوراً بالفخر، عندما تجد فريقاً عربياً يمتلك كل هذه الإمكانات، وهذه النوعية المتميزة من اللاعبين، أبناء البلد أو الأجانب، على حد سواء، فريق أوقف الكمبيوتر الياباني، عطله عن العمل، ليبث فينا الروح مرة أخرى، ويشعرنا- نحن العرب- بالأمل في الغد، وبأننا نستطيع، طالما كان التخطيط الصحيح والعمل الجاد المتقن، هو زادنا وزوادنا.

حقاً، صدق من قال إن 2019 هو عام عربي بامتياز، فقد حصدت فرقه ومنتخباته كل الألقاب الآسيوية والأفريقية، على حد سواء.

الرياضة وألقابها ليست حكراً على أحد، فنحن نمتلك القوة البشرية الموهوبة، مثلنا مثل غيرنا، ويبقى الفارق الوحيد في كيفية استغلال هذه الثروة، الاستغلال الأمثل، ولا أعتقد أننا لا نعرف الطريق لذلك، بل نعرفه حق المعرفة، فلا شيء أصبح خافياً في هذا الزمن الجديد، والمهم أن نمتلك الإرادة وشجاعة القدرة على التغيير.

آخر الكلام:

بالعمل الجاد أولاً والإيمان، نستطيع تحويل الهلال إلى «قمر 14».

Email