حب الكيان!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يحدث حالياً في نادي الوصل من انتصارين متتاليين وخروج من أزمة طاحنة لم يعرفها في تاريخه، لا يعني إلا شيئاً واحداً اسمه الشعور بالمسؤولية من كل الأطراف، لا سيما اللاعبين الذين هم في الميدان يكابدون وليسوا القاعدين في منازلهم أو المتلاعبين بوسائل التواصل الاجتماعي!

لقد أثبتت معظم جماهير نادي الوصل أنها اتخذت موقفاً سلبياً معيباً في حقها، ولم تساند فريقها في وقت أزمة، بل تخلت عنه في أحلك الظروف! التحية واجبة فقط للخمسين مشجعاً الذين ذهبوا خلف الفريق في مباراته أمام الظفرة لتشد من أزره وتشعره بأنفاسها وصدقها، وتحية للمائة مشجع الذين ذهبوا إلى مدرجات النادي الفسيحة في مباراته الأخيرة أمام حتا، وظلت تهتف باسمه وتناصره حتى حقق فوزه الثاني على التوالي، ليودع قاع الترتيب الذي لا يليق بتاريخه، ربما إلى غير رجعة! هذا هو الدور الحقيقي للمشجعين الذين يحبون الكيان الذين يحبون الاسم، فالكيان هو وحده الذي سيبقى، أما الإدارة، فسواء أصابت أو أخفقت فسوف ترحل يوماً، واللاعبون ومهما كانت درجة مهاراتهم أو عدم كفاءاتهم أيضاً سيرحلون ويأتي غيرهم، حتى الجماهير هي الأخرى سترحل، لكن الشيء الذي سيبقى دائماً هو الكيان!

انظر إلى الجماهير في الدوريات الأوروبية، يهبط فريقهم، يخسر بالخمسة أو أكثر وتجدهم يقفون يصفقون، هم في حقيقة الأمر يصفقون للكيان وللاسم الذي أحبوه حتى يعود مرة أخرى أكثر قوة، أعجبتني جماهير نادي الوحدة التي خسر فريقها من النصر على ملعبه في مشهد مؤلم، ثم رأيتهم يزحفون خلفه في عجمان يشدون من أزره حتى يستعيد نغمة الفوز، لم يكن يهمني ساعتها كم عددهم، بل كان تأثيرهم كمن يملأ المدرجات، أقول ذلك على سبيل المثال وليس الحصر، وأتذكر جماهير نادي الزمالك المصري وكثير منهم على خلاف دائم مع رئيس النادي، لكن ذلك لا يمنعهم، ولا تمنعهم الهزائم، بل يزحفون خلف اسم ناديهم مهما كانت الخيبات!

قلت قبل ذلك إن الذي سيخرج نادي الوصل من ورطته هم اللاعبون في المقام الأول، لأنهم أدوات التنفيذ وقد حدث، لم يتغير شيء كثيراً لكي يتبدل المشهد، فاللاعبون الذين انهزموا هم الذين فازوا، لكنه الإحساس بالمسؤولية مع مساندة معنوية من الإدارة التي تميزت بالثبات الانفعالي، إلى جانب شيء من المراجعات الفنية الصائبة من المدرب!

آخر الكلام

لمن يريد أن يتحقق من مفهوم الشعور بالمسؤولية عليه أن يدقق في مشهد الهدف الثالث الذي سجله نجم الفريق علي سالمين، لقد قطع أكثر من نصف الملعب وسجل بعزيمته وقلبه قبل قدمه، إنه حب الوصل حب الكيان!

Email