فيهم ما يكفيهم !

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت واحداً من الناس الذين أصابهم الاستفزاز عندما سمعت بأحاديث المقاطعة من جماهير النصر والوصل لمباراة الديربي التي أقيمت بالأمس، ولأنني أكتب قبل المباراة فلا أعرف إن كانوا قد صدقوا أم لا، وهذا لا يهمني كثيراً قدر ما يهمني كيف نفكر !! وبالمناسبة وأنا أكتب كلمة «ديربي» ترددت كثيراً، فلم يعد هناك ما يستحق الكلمة المثيرة نظراً لتدني موقف الفريقين، ولأنني كنت أحد المعاصرين عندما كان اللقاء هو الديربي الأقوى في البلاد وليس في دبي أو في زعبيل وحدها !

أعلم من ناحية المبدأ أن الجماهير هي عصب اللعبة، وليس هناك كرة قدم بدونها، واسألوا الدوري المصري عن أحواله في غيابهم، تآكل في المستوى، وتدنّ في الأخلاق بين اللاعبين في مشاهد نفسية مريضة ومحزنة !

وإذا كان الغياب الجماهيري يبدو مشهداً سلبياً، فإن الحضور يبدو مشهداً إيجابياً، اسألوا في المقابل الدوريات الأوروبية عن الحضور اللافت، وعن التصرفات الحضارية عندما تحدث الهزيمة، فالجماهير تقف احتراماً ولأوقات طويلة، واللاعبون لا يملكون إلا الانحناء حرجاً وتقديراً، وتحزن لأن المقارنة بيننا وبينهم لا تستقيم من الأساس !!

والغريب حقاً أن الجماهير التي تقرر المقاطعة لم تأت بالإدارة حتى تحاسبها حساب الملكين، فإدارات الأندية عندنا لا زالت تأتي بالتعيين وليس بالانتخاب، أي أن الجماهير لا تشكل جمعية عمومية يكون لها الحق أن تحاسب «وتشيل وتحط»، وحتى لو أصبحت كذلك في يوم من الأيام فيجب أن تلعب أدوارها بشكل إيجابي وليس بشكل سلبي يؤدي إلى مزيد من التدهور وليس الإصلاح كما نظن !!

معظم إدارات الأندية عندنا مغلوبة على أمرها، فيها ما يكفيها، فهي تعمل من ناحية بتوجيهات الإدارات العليا، ومن ناحية فليس هناك في النصر مثلاً من يحب هذا الوضع الذي لا يناسب اسمه الكبير، وكذلك الوصل، فليس في إداراته من لم يتألم للهزيمة مرتين بالخمسة ولقبه الإمبراطور !

أرجو ألا يفهم كلامي بأنني أدافع عن إدارات فاشلة، لكن الأمر لن يعالج على طريقة ما تفعله الجماهير، التي من المفترض أن يكون دورها المساندة وقت الشدة قبل وقت الفرح، أما الإدارات فعليها وعلى من يرشحها أن يدرس تجارب الناجحين، وآخرهم مجلس إدارة الشارقة الذي كان بالأمس مثل غيره اليوم !

كرة القدم في زمن الاحتراف «عقول وأموال»، كلاهما أهم من الآخر، مرة أخرى انظر إلى أحدث تجربة وتأمل في نوعية الإداريين، ثم نوعية اللاعبين المحترفين وكم كلفوا، وثالثاً إلى نوعية اللاعبين المحليين ومن أين جاءوا !!

كلمات أخيرة

بدلاً من المقاطعة طالبوا بجمعيات عمومية لها حق الاختيار والمحاسبة !!

Email