احذروا المباغتة!

عندما كنا نحرض المنتخب الوطني دائماً على ضرورة الفوز على منتخب تايلاند، كان ذلك له هدفان، الأول أن نستمر بقوة دفع، وبوجود عالي القدر في المنافسة مع فرق مجموعتنا، التي ترغب كلها في الذهاب إلى المونديال!، أما الهدف الثاني، فكان يختص بلقاء المنتخب السعودي بجدة، لا سيما أنه كان يأتي بعد ساعات من لقاء تايلاند!

كان الهدف أن نذهب إلى السعودية ونحن فائزون، أن نذهب إليها ونحن منافسون، أن نذهب إليها ونحن قادرون.

الحمد لله، تحقق الهدف، فزنا على تايلاند، وأصبح لدينا ست نقاط، في مقابل سبع للسعودية، أصبحنا رأساً برأس وكتفاً بكتف، وهذا في حد ذاته عامل هام جداً من الناحية المعنوية، التي هي أساس كرة القدم!

لا أحد يحدثني في هذا التوقيت عن أحداث مباراة تايلاند، هي في النهاية انتهت بالفوز، وهذا هو الأهم الآن، وما صاحبها من فترات ترهل كادت أن تعذبنا، قناعتي أن المدرب يستوعب ذلك جيداً، وهو أدرى بكيفية علاجه مع لاعبيه!

مباراة المنتخب السعودي التي تقام يوم غد، هي محور الاهتمام ومحور الحديث، وبادئ ذي بدء، أقول لمنتخبا أشياء قد تبدو مدركة ومعروفة، لكن التذكير بها أمر واجب، ودعونا نتوقف عند النقاط التالية، وهي تجول بخاطري أكثر من غيرها:

أولاً: أنت تعرف جيداً أن لكل مباراة ظروفها، ومهما كانت الأحكام المسبقة، سواء كانت معك أو عليك، فهي تبقى مجرد كلمات أو أسلحة يستخدمها كل طرف للتأثير في الآخر، مباراة الغد وحدة قائمة بذاتها، لا أحد يستطيع أن يتكهن بما سوف تؤول إليه.

ثانياً: أنت ذاهب إلى جدة وأنت مرفوع الرأس، منتصر، منافس.

ثالثاً: إذا كنا نقسوا عليك في ما بيننا، فهي قسوة المحب الخائف عليك الطامح إلى الأفضل، لكنك ما زلت مهاباً وقوياً، فتسلح بالثقة التي هي زادك وزوادك في المواقع المهمة والصعبة.

رابعاً: أنت في كل الأحوال قادر على الانتصار على أي فريق بالمجموعة، هذا ليس ادعاء، بل هو حقيقة، لقد حققت أصعب انتصار في هذه المجموعة، وفي بداية المشوار، والبدايات دائماً هي الأصعب، وربما ما فعلته في اليابان بطوكيو، لن يستطيعه أحد غيرك!

خامساً: ما زال الأفضل في داخلك، لم يظهر حتى الآن، وأعتقد أن هذا هو وقته، فمثل هذه المباريات، أنت تحبها وتجيد فيها!

سادساً: المنتخب السعودي في هذه الآونة من العمر، ليس أفضل منك، لكنه، ولا بد أن تعرف ذلك جيداً، أصبح من بعد الشوط الثاني من مباراته أمام أستراليا، في وضعية أفضل، وهذا يعني أنه سيكون مندفعاً في بداية مباراته معك، بهدف مباغتتك بهدف مبكر، يؤثر به في معنوياتك، ويحقق من خلاله هدفه من المباراة، احذر البداية، وأنت تعرف كيف يكون الحذر!

سابعاً: الصبر في كرة القدم جميل، ومهما كان سيناريو اللقاء، ضع في اعتبارك أن كرة القدم فيها كل شيء!

ثامناً: سيكون شيئاً رائعاً إذا حققت الفوز، وسيكون مقبولاً إذا تعادلت، مع يقيني أنك لن تلعب للتعادل!

آخر الكلام

Ⅶالتركيز معناه الانتباه، والانتباه يعني أن تكون حاضراً بذهنك كل الوقت، وزع طاقتك، واعلم أن أهم أوقات مبارياتنا مع السعودية، خواتيمها!