اذهب لبعيد...!

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أن أدلي بوجهة نظري اليوم أقول إن مباراة منتخبنا الوطني الإماراتي أمام أستراليا في ثاني مواجهات المشوار الأخير والحاسم المؤهل لنهائيات كأس العالم بموسكو 2018 أقول إنها من النوع الصعب، ولست متردداً في القول إنها أصعب من مباراة اليابان التي فزنا فيها بجدارة في طوكيو رغم أن ذلك قبل المباراة كان يبدو بعيد المنال!

والاعتراف بأنها مباراة صعبة لا يأتي للدلالة على الخوف منها، بل يأتي للدلالة على إعطائها حقها الكامل من أعلى درجات التركيز والانتباه مع كل ثانية في المباراة مهما كان السيناريو معك أو ضدك!

لن تبلغ المجد، إلا إذا كنت منتبهاً كل الوقت، متحسباً للجميع بنفس درجة الوعي، متناسياً ما حققت، فما حققته أصبح في خبر كان، خطوة وانتهت، وما بعدها أهم منها، لأن الخطوة الأولى لا تكتمل إلا بالثانية!

عندما كنا في سنغافورة في العام 89 نلعب التصفيات النهائية لكأس العالم 90 بإيطاليا، كانت علامات الصعود تهاجم البعثة منذ الدقيقة الأولى لسبب بسيط هو التعامل مع كل مباراة أنها مجرد خطوة نحو الهدف، ومع خطوة جديدة كان الإصرار يزداد على تحقيقها، وكان المستوى يتطور من مباراة لأخرى تبعاً للتفكير الإيجابي والرغبة الجامحة في الوصول للهدف في نهاية المطاف.

أشعر الآن بأن الليلة أشبه بالبارحة، فالوعي، وهو الأهم، في حالة نضج، والرغبة متزايدة في تحقيق الطموحات، والتعامل مع كل مباراة ليس مرتبطاً بما قبلها إلا في اكتساب الثقة.

اذهب لتفكيرك لبعيد، استلهم الطاقة الإيجابية، افتح لنفسك طاقة نور تطل من خلالها على روسيا!

حدث نفسك إلى أي مدى سيكون رائعاً أن تفوز بالست نقاط في أول مباراتين.

حدث نفسك ماذا يعني أن تهزم اليابان واستراليا في بداية المشوار وهما المرشحان.

حدث نفسك هل تستطيع أم لا تستطيع؟ هل تعرف الإجابة؟ هل تريد رأياً؟ أنت بالتأكيد تستطيع، ولو لم تكن كذلك لما كانت هذه الكلمات.

من استطاع أن يقهر اليابان هناك، يستطيع أن يهزم أستراليا هنا، وعندما نقول لك إن أستراليا هي الأصعب، فليست الأصعب في المستوى، بل الأصعب في توقيتها وفي مسارها ولأنها جاءت بعد فوز كبير، ولأن المنافس عرف قدرك، وأخيراً وليس آخراً، فالخوف دائماً يكون من النفس أكثر من المنافس فاحذرها!

في كل مرة لا أتحدث عن الناحية الفنية فهي لمهدي وهو أحق وأدرى بها.

ولا أتحدث عن أدوار اللاعبين الأساسية أو الإضافية، والإضافية معناها التي يصنعها اللاعب لنفسه حسب المجريات، والتي هي طريقه إلى التضحيات التي نتحدث عنها دائماً، فالفارق الفني، حتى لو كان موجوداً، تضيقه التضحيات وبذل الجهود بلا حدود!

كلمات أخيرة

يتحدث مهدي في المؤتمر الصحفي عن شخصية البطل التي أصبح يتحلى بها منتخب الإمارات، وشخصية البطل لا شك تقرب بيننا وبين ما نحلم، وهي تنسجم مع نظرية الذهاب لبعيد بفكرك ونور بصيرتك.

أذكر بنظرية الذهاب لكأس العالم، إذا أردت أن تذهب اكسب على أرضك، وتخطف النقاط من خارج أرضك!

إذا أردت أن تذهب لبعيد، العب واستمتع، انتشر، مرر، اضغط، تحرر، انقض، سدد، سجل.... نحن في انتظارك، نحن في انتظار 6 من 6، نحن في انتظار الصدارة والشطارة، اذهب لبعيد!

Email